آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: العدوان الخميني على العراق درس في الوحدة والصمود العربي

في 4 سبتمبر 1980 شنّ النظام الخميني بدأه بغارات للطيران الحربي على مدن عراقية مثل الخالص في ديالى وغيرها وتم اسقاط طائرتين فانتوم 4 وأسر الطيارين (صادف اني كنت ومعي مجموعة من القيادات الطلابية في حضرة رئيس جمهورية العراق في يوم ١٩٨٠/٩/٦ وجاء رئيس ديوان رئاسة الجمهورية المرحوم طارق حمد العبدالله وهمس بإذن الرئيس خبر العدوان الفارسي الصفوي الخميني على بلدنا ) مع استمرار العدوان العسكري الواسع النطاق على مدن العراق مستهدفًا البوابة الشرقية للأمة العربية. هذا العدوان لم يكن مجرد نزاع حدودي كما حاول ويحاول البعض تصويره للرأي العام بل كان بداية مشروع توسعي فارسي صفوي مستغل الانكفاء العربي بعد صدمات الاستعمار والصراعات الداخلية.

أسباب العدوان
-التوسع الصفوي الفارسي: بعد التغيير الممنهج المدعوم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا عام 1979 الذي مكن الخميني (الهندي الأصل )من السيطرة على انتفاضة الشعوب العربية والاذرية والبلوشية والكردية وحتى القومية الفارسية وغيرها المغلوب على امرها الذي جاؤا به على ظهر الطائرة الفرنسية قام الخميني بإعلان مشروعه لتصدير الثورة وفرض الهيمنة على المنطقة العربية، مستهدفًا العراق بوصفه خط الدفاع الشرقي للعرب.
-استغلال الانقسامات المذهبية: استخدم النظام الإيراني التوترات الطائفية كذريعة للتدخل في الشؤون العراقية مستفيدًا من الأقليات الشيعية لتعزيز نفوذه.
-ضعف المنظومة العربية: ساعدت حالة الانكفاء العربي على توسع إيران إذ واجهت الأمة العربية تحديات سياسية وعسكرية جعلتها عرضة للضغط الإيراني.
-الطموحات الاقتصادية والاستراتيجية: سعت إيران للسيطرة على موارد العراق النفطية والممرات الحيوية لتعزيز موقعها الإقليمي.

مبررات الخميني ورفضه وقف الحرب:
رغم صدور قرارات متعددة من الأمم المتحدة وغيرها بوقف إطلاق النار رفض الخميني الالتزام بها. وكان ذلك نتيجة لرؤيته بأن الاستمرار في الحرب سيمكنه من تحقيق أهدافه التوسعية وتوسيع نفوذه في العراق والمنطقة العربية وتحويل العراق إلى نقطة ضعف في قلب الأمة العربية. هذا الرفض أظهر بوضوح الطابع العدواني الخالص للمشروع الإيراني الذي لم يكن دفاعيًا أو حدوديًا، بل توسعيًا بطبيعته.

نتائج الحرب
أسفرت الحرب عن ثماني سنوات من الصراع المرير خلفت مئات آلاف القتلى والجرحى ودمرت البنية التحتية العراقية إلى حد كبير، لكنها أيضًا أظهرت بطولات الجيش والشعب العراقيين في صد العدوان عن الأمة العربية. ووفقًا لقيادة حكيمة شجاعة علما ان العراق لم يقاتل لمصلحة نفسه فقط بل نيابة عن العرب جميعًا.

كما أن الحرب أثبتت هشاشة المشروع الإيراني في مواجهة إرادة الشعوب العربية الموحدة وأكدت أهمية الوحدة الوطنية والقومية في مواجهة التهديدات الخارجية لكنها أيضًا فتحت الباب لاحقًا لتدخلات إيرانية أخرى في المنطقة مستفيدة من ضعف الدول العربية بعد انتهاء الحرب.

العدوان الذي شنه ملالي قم على العراق كان محطة مفصلية في التاريخ العربي المعاصر كشف عن أطماع توسعية فارسية صفوية وعن الحاجة إلى مواجهة التهديدات الإقليمية بالحزم العربي الموحد. ويظل رفض الخميني لقرارات وقف الحرب درسًا في مخاطر الهيمنة التوسعية والدور الحاسم للسياسة العربية الواعية في الحفاظ على الأمن القومي والتي تؤكد سلامة موقف العراق وتحذيره المبكر من خطورة المشروع الفارسي الصفوي التوسعي والذي اصبح آمراً واقعا بعد احتلال العراق وطبعا كان للنظام الفارسي الصفوي دورا أساسياً في وقوعه؟!؟!

رحم الله شهداء جيشنا العراقي البطل صاحب المآثر والدروس العظيمة وكل ابناء القوات المسلحة وكل من ضحى بحياته من الشعب العراقي من اجل رفعة العراق والأمة العربية .

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى