تحقيقات ومقابلات

تحليل: محاولات حزب الفنلنديين كسب الأضواء لم تنعكس على دعم الناخبين

يورو تايمز / هلسنكي

رغم محاولاته المكثفة خلال الصيف لجذب الانتباه عبر مواقف مثيرة للجدل، لم ينجح حزب الفنلنديين (Perussuomalaiset) في ترجمة ظهوره الإعلامي إلى مكاسب ملموسة في استطلاعات الرأي، وفق تحليل نشرته هيئة الإذاعة الفنلندية Yle.

الحزب بقيادة ريكا بورّا استغل مفاوضات الموازنة في أغسطس لطرح قائمته الخاصة من المقترحات التي حظيت بتغطية واسعة، لكنها لم تجد طريقها إلى الاتفاق الحكومي. تلا ذلك تصريحات مثيرة حول حظر البرقع و”تغيّر التركيبة السكانية”، قبل أن يتسبب نائب رئيس الحزب تيمو كيسكيساريا بتصريحات وُصفت بالعنصرية كادت أن تفجر أزمة حكومية.

ورغم هذه السلسلة من المواقف التي ضمنت للحزب عناوين الصحف، فإن النتائج في استطلاعات الرأي بدت متواضعة. آخر قياس دعم أجرته Yle أظهر ارتفاعًا طفيفًا قدره نصف نقطة مئوية فقط، ليصل الحزب إلى 12,8%، أي أقل بكثير من نتائجه في الانتخابات البرلمانية.

الأرقام التفصيلية كشفت جانبًا أكثر إحراجًا: خلال النصف الأول من فترة الاستطلاع ارتفع دعم الحزب بأكثر من نقطة مئوية، لكن في النصف الثاني، مع تصاعد الجدل حول التصريحات المرتبطة بالعنصرية، انخفضت شعبيته إلى أقل من 10%.

الحزب أيضًا واجه أزمات داخلية؛ فقد فقد النائب ماوري بيلتوكانغاس رخصة القيادة بسبب السرعة، فيما فُرضت غرامة على النائب تومي إيمونن بسبب سلوك غير لائق تحت تأثير الكحول. هذه الحوادث زادت من الصورة السلبية حول الحزب، فيما أشار خبراء قانونيون إلى أن بعض تصريحات قياداته قد ترقى إلى تهم تحريضية.

المقارنة التاريخية تظهر أن “الانفصال عن خط الحكومة” ليس ضمانًا لزيادة الدعم الشعبي. فقد جربت أحزاب أخرى مثل الوسط واليسار هذه التكتيكات في حكومات سابقة، دون أن ينعكس ذلك إيجابًا على شعبيتها.

ويخلص التحليل إلى أن الحزب، الذي يخوض تجربته الأولى في الحكم بصفته شريكًا رئيسيًا، يتجه نحو الانتخابات المقبلة بآفاق قاتمة، بينما يستفيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SDP) من تراجع ثقة جزء من ناخبي الفنلنديين ليصل إلى أعلى دعم له منذ 20 عامًا.

رابط المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى