د. بهاء احمد الياسين: إهانة المتقاعدين ليس خللاً إدارياً .. بل سقوط أخلاقي للدولة

تكتب كلمات هذه المقالة بحسرة ، تسطر بألم ، وترسل من قلب يتمنى لو أن في هذا الوطن من يسمع أنين من خدمه بشرف ، لا من نهبه بوقاحة .
إلى من كان سبباً في تأخير رواتب المتقاعدين من المسؤولين في الدولة العراقية ..!
نخاطبكم اليوم لا رجاءً في عطف ، بل تأنيباً على تقصير لا يغتفر ، وعلى تجاهل لا يبرر .
تأخير رواتب المتقاعدين لشهر آب ليس مجرد خلل إداري ، بل هو إهانة متعمدة لشريحة أفنت أعمارها في خدمة العراق ، وبنت مؤسساته، وعلمت أجياله ، وحمت حدوده ، وداوت جراحه .
هؤلاء المتقاعدون ليسوا أرقاماً في كشوفات الرواتب ، بل هم تاريخ حي ، وضمير وطني ، وذاكرة لا تشطب . فبأي منطق تستهدف رواتبهم بالتأخير ، بينما تصرف رواتب الرئاسات الثلاث وحماياتهم وأقربائهم و”فضائييهم” دون مساس ..؟ بأي وجه تبررون هذا الظلم ، وأنتم تعلمون أن رواتبهم لا تساوي ٢٪ من امتيازاتكم ..؟
نقولها بوضوح : لا نسمح بأي عذر . إن كانت هناك أزمة مالية ، فابدؤوا بأنفسكم . اقطعوا رواتبكم ، وامتيازاتكم ، ورواتب من لا وجود لهم إلا في دفاتر أحزابكم . لا تتقربوا إلى المتقاعدين ، فهم خط أحمر ، وهم من يستحقون الاحترام لا الإذلال .
كفى استهتاراً ، كفى وعوداً، كفى خداعاً. إن لم يكن فيكم من يخجل ، فليكن فيكم من يخاف الله .
والسلام على من أنصف، وخجل من خذلان من خدم العراق بشرف .