يورو تايمز / هلسنكي
رغم التغييرات القانونية التي فُرضت هذا الصيف على استخدام السكوترات الكهربائية، مثل تشديد حد الكحول المسموح (0.5) ومنع من هم دون 15 عامًا من قيادة السكوترات التي تتجاوز سرعتها 15 كم/س، إلا أن عدد الحوادث لم يتراجع بشكل ملحوظ، بحسب بيانات المعهد الوطني للصحة والرعاية (THL).
الإحصاءات أظهرت أن شهر يوليو 2025 شهد نحو 200 حادث مرتبطة بالسكوترات، وهو رقم مماثل تقريبًا للعام السابق. كما سجلت الحوادث تورط 18 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، مقارنة بـ 14 فقط في يوليو 2024، ما يشير إلى أن القانون لم يُطبق بصرامة كافية حتى الآن.
في قسم الطوارئ بمستشفى جامعة توركو (TYKS)، يؤكد رئيس الأطباء بالإنابة سيرغي سادوف أن المصابين جراء السكوترات يُعالجون “شبه يوميًا”، مشيرًا إلى أن الإصابات تتنوع بين كسور في الكاحل والركبة والرسغ والكتف، وصولًا إلى إصابات خطيرة مثل نزيف دماغي وكسور في الجمجمة والعمود الفقري. ويضيف:
“لو ارتدى الناس خوذات وابتعدوا عن القيادة تحت تأثير الكحول، لتقلصت الإصابات بشكل كبير.”
سادوف عبّر عن موقف سلبي تجاه السكوترات بعد معاينته حجم الإصابات المتكررة، لافتًا إلى أن المستشفى يجري أسبوعيًا عمليات جراحية لمعالجة مصابين بحوادث هذه المركبات، بمشاركة فرق من جراحي العظام والأعصاب والفك والوجه.
على المستوى الوطني، سُجلت في فنلندا نحو 1,500 حادث سكوتر كهربائي عام 2024، فيما وقع حتى الآن هذا العام حادثان قاتلان في يوينسو وبيركالا. منذ بدء انتشار هذه الوسيلة، توفي ما لا يقل عن سبعة أشخاص في حوادث مشابهة.
الخبير في THL أنتي إمبينن أوضح أن اللافت هو أن الاثنين بات اليوم الأكثر تسجيلًا للحوادث، وليس عطلة نهاية الأسبوع، مرجحًا أن السبب يعود إلى قيود السرعة الليلية المفروضة على السكوترات في عطلة نهاية الأسبوع، ما جعل بقية أيام الأسبوع أكثر خطورة.
وأضاف أن هناك تحديات في ضبط فئة القاصرين:
“قد يكون بعض الأهالي يسمحون لأبنائهم باستئجار السكوترات باستخدام بطاقاتهم المصرفية، أو أن بعض المستخدمين لم يدركوا بعد التغييرات القانونية.”
الحكومة والجهات الصحية تراقب الوضع عن كثب، لكن الأطباء يحذرون من أن الإصابات الخطيرة ستستمر ما لم يتم فرض رقابة أشد على الالتزام بالقوانين، إلى جانب تعزيز التوعية بضرورة ارتداء الخوذ وتجنب القيادة تحت تأثير الكحول.
