المخابرات الدنماركية تعترف أن “الداعشي” السوري أحمد سمسم كان عميلاً لها

يورو تايمز / كوبنهاغن
أصدرت المحكمة العليا في الدنمارك حكمًا تاريخيًا لصالح أحمد سمسم، الذي كان قد أُدين في إسبانيا عام 2018 بالسجن ثماني سنوات بتهمة الانضمام إلى تنظيم “داعش”، حيث قضت المحكمة بأن جهازي المخابرات الدنماركية PET وFE ملزمان بالاعتراف بأنه عمل كعميل لديهما خلال رحلاته إلى سوريا عامي 2013 و2014.
وجاء في نص الحكم أن سمسم تلقى مكافآت مالية مقابل عمله لصالح الأجهزة الأمنية، حيث كان يزوّدها بمعلومات عن المقاتلين الدنماركيين في سوريا.
كما ألزمت المحكمة الجهازين بدفع 500 ألف كرونة إلى خزينة الدولة.
عقب النطق بالحكم، سادت أجواء عاطفية داخل قاعة المحكمة حيث تعالت التصفيقات وتعانق الحاضرون. وقال سمسم:
«لقد دفعوني إلى هذا الركن حيث لم يكن أمامي إلا الدفاع عن نفسي. هذه مسؤوليتهم.»
القضية أثارت جدلًا واسعًا منذ سنوات، إذ لم تؤكد أو تنفِ الأجهزة الأمنية سابقًا علاقة سامسام بها. واليوم، يأمل سامسام أن يستخدم هذا الاعتراف الرسمي لإعادة فتح ملف قضيته في إسبانيا، حيث ما زال الحكم الصادر بحقه قائمًا.
خلفية موسعة
أحمد سمسم، الذي أصبح اسمه حاضرًا بقوة في الإعلام الأوروبي، عُرف أولًا بعد اعتقاله في إسبانيا عام 2017 حيث حُكم عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة الانضمام إلى تنظيم “داعش”. لكنه دافع باستمرار عن نفسه مؤكدًا أنه لم يكن مقاتلًا، بل عميلًا متعاونًا مع جهازي المخابرات الدنماركية PET وFE، وأن رحلاته إلى سوريا كانت بتكليف منهما لجمع معلومات عن المقاتلين الدنماركيين هناك.
بعد خروجه من السجن الإسباني، دخل سمسم في صراع قضائي طويل لإثبات أنه عمل لصالح المخابرات الدنماركية، وهو ما تحقق الآن بحكم المحكمة العليا.
القضية أخذت بعدًا دوليًا جديدًا في يونيو 2025 عندما تم تسليمه من دبي إلى الدنمارك، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا على المستويين الإعلامي والسياسي. فقد وُجّهت انتقادات للحكومة الدنماركية بشأن شفافيتها في ملف سامسام، خاصة أن كثيرين اعتبروا أنه “دُفع ثمنًا” لصراعات الأجهزة الأمنية حول مسؤوليته.
هذا التسليم أثار أيضًا نقاشًا داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعاون الأمني بين الإمارات والدنمارك، خصوصًا في قضايا مرتبطة بالمقاتلين الأجانب والإرهاب.
اليوم، ومع حكم المحكمة العليا، يرى مراقبون أن سمسم حصل على “انتصار قانوني وتاريخي” يعزز موقفه لإعادة النظر في إدانته الإسبانية، لكنه في المقابل يُحرج الأجهزة الأمنية الدنماركية التي حاولت لسنوات التهرب من الاعتراف بعلاقتها به.