وزيرة داخلية بريطانيا تعلن تعليق لمّ شمل عائلات اللاجئين ضمن خطة لردع عبور القنال

يورو تايمز / لندن
أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية يفيت كوبر عن تغييرات جذرية في قواعد لمّ شمل عائلات اللاجئين، في خطوة تهدف إلى تقليص رحلات العبور الخطيرة عبر القنال الإنكليزي.
وقالت كوبر أمام مجلس العموم إن مهربي البشر يستغلون وعود لمّ الشمل للترويج لهذه الرحلات، مؤكدة أن الوضع الحالي يفرض ضغوطًا غير مستدامة على السلطات المحلية.
وبموجب القرار الجديد، سيتم تعليق تقديم الطلبات الجديدة للمّ شمل اللاجئين عبر المسار المخصص لذلك، على أن يخضعوا مؤقتًا لنفس قواعد الهجرة العائلية المطبقة على بقية المهاجرين حتى اعتماد إطار جديد.
كوبر أوضحت أن الحكومة ستصدر لاحقًا هذا العام بيانًا حول سياسة اللجوء يتضمن نظامًا جديدًا للهجرة العائلية، من المقرر تطبيق بعض بنوده بحلول الربيع المقبل. وتشمل المقترحات فرض متطلبات للمساهمة المالية وتمديد الفترات الزمنية قبل أن يُسمح للاجئين الجدد بالتقدم بطلبات لمّ الشمل. واستشهدت كوبر بنماذج من دول أوروبية مثل الدنمارك وسويسرا، حيث لا يُسمح بالطلبات إلا بعد عامين من الحصول على الحماية.
الوزيرة شددت على أن كثافة الطلبات الحالية تسببت في أن ربع حالات طلب المساعدة السكنية لدى بعض البلديات مرتبطة بلمّ شمل اللاجئين، الأمر الذي وصفته بـ”غير المستدام”.
الخطوة تأتي وسط ارتفاع غير مسبوق في أعداد المهاجرين الواصلين عبر القنال، والتي بلغت 29,003 حتى الآن هذا العام، وهو رقم قياسي. وقد أثار استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء غضبًا شعبيًا في بعض المناطق مثل إيبينغ في مقاطعة إسيكس، حيث خرجت احتجاجات نهاية الأسبوع الماضي.
زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج استغل الغضب الشعبي محذرًا من “تهديد حقيقي للنظام العام”، مجددًا وعده بترحيل ما يصل إلى 600 ألف طالب لجوء في حال فوز حزبه بالانتخابات المقبلة، وهو تعهد وصفه خصومه بأنه غير واقعي.
كوبر أكدت في المقابل أن الحكومة تعمل “بسرعة” لإنهاء استخدام الفنادق كمراكز إيواء، مع برنامج منظم لإغلاقها بشكل دائم، عبر تقليل التدفقات الجديدة ومعالجة تراكم الطعون وزيادة عمليات الترحيل.
أما حزب المحافظين المعارض، فقد وصف الإجراءات بأنها غير كافية. وقال وزير الداخلية في حكومة الظل كريس فيلب إن عبور القنال ارتفع بنسبة 38% عن العام الماضي، مضيفًا: “الأمور لا تتحسن بل تزداد سوءًا، وتعديل قواعد لمّ الشمل وحده لا يكفي”.