الشابندر يكشف بالتفاصيل: بشار الأسد هو صاحب القرار بتجديد الولاية الثانية للمالكي
الأسد للوفد العراقي: "أنتم مو شيعة.. أتحدى المالكي أن يوصي بمن يخلفه.. لانه يقول أنا أو الطوفان"

يورو تايمز / متابعات
كشف السياسي العراقي المستقل عزّت الشابندر تفاصيل مثيرة عن دور الرئيس السوري بشار الأسد في أزمة التجديد لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عام 2010، مؤكداً أن دمشق قادت في البداية خط الرفض القاطع للولاية الثانية قبل أن تغيّر موقفها وتتبنّى دعمه بعد حوار مطوّل مع وفد من حزب الدعوة.
وقال الشابندر في شهادته إن المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات كان يتجه نحو منع المالكي من الاستمرار، وسط إجماع عراقي واسع ورضا إيراني، بينما كانت سوريا الطرف الأكثر تشدداً في رفض تجديد ولايته، خاصة بعد الخلافات التي تفجرت بين بغداد ودمشق إثر شكوى رسمية رفعها المالكي إلى مجلس الأمن ضد سوريا عقب تفجيرات دامية.
وبحسب الشابندر، فقد أرسل المالكي وفداً إلى دمشق للتفاوض مع الأسد ومحاولة إقناعه، وضم الوفد كلاً من الشيخ عبد الحليم الزهيري رئيساً، إضافة إلى شروان الوائلي وعباس البياتي وحسن السنيد، إلى جانب عزّت الشابندر نفسه. وأوضح أن اللقاء مع الرئيس السوري كان متوتراً وصعب الترتيب بسبب أجواء الأزمة بين البلدين.
وخلال الاجتماع، وجّه الأسد عتاباً شديداً للوفد، وقال للشيخ الزهيري بحدة:
“أنتم أصلًا مو شيعة. الشيعة يؤمنون بأن النبي أوصى بعلي في حياته: من بعدي علي. أنا أتحدّى المالكي أن يوصي.”
وأضاف الأسد في إشارة إلى موقف المالكي:
“المالكي قال: إمّا أنا أو الطوفان.”
ويقول الشابندر إن الأسد برّر رفضه تجديد ولاية المالكي بخشيته من أن يقود استمرار حكمه إلى إشعال الطائفية وتقسيم العراق. لكن الوفد العراقي حاول تفنيد هذه المخاوف، مؤكدين أن الشارع السني إنما يخشى ثلاثة أمور: النفوذ الإيراني، والميليشيات الشيعية التي ارتبط اسم بعضها باغتيال ضباط الطيران بعد 2003، ومشروع الإقليم الشيعي.
وشرحوا للرئيس السوري أن حزب الدعوة لا يمتلك ميليشيا مسلحة، وأن المالكي لا يتبنى مشروع الإقليم.
وخلال النقاش، سأل الشابندر الأسد:
“هل يهمّك السنّة الذين جاؤوك أم الشارع السني؟”
فأجاب الأسد:
“الشارع السني.”
وبعد حوار طويل، اقتنع الأسد بوجهة نظر الوفد، واعترف بأنه لم يكن مطلعاً على هذه التفاصيل، وعاتبهم على عدم عرضها عليه سابقاً. ثم، وبحسب رواية الشابندر، أجرى الأسد اتصالاً فورياً بموفده في إيران، وأبلغه برسالة واضحة:
“سوريا تتبنى المالكي. وإذا سأل الإخوة في إيران عن الموقف السعودي فاتركوه لنا.”
ويؤكد الشابندر أن هذا الموقف أنهى أزمة التجديد، قائلاً:
“الولاية الثانية للمالكي خرجت من دمشق مئة بالمئة.”