الدنمارك: القطارات الجديدة قد تتحول إلى “ساونا صيفية” رغم كلفتها 20 مليار كرونة

يورو تايمز / كوبنهاغن
أثار إعلان شركة السكك الحديدية الدنماركية DSB عن مواصفات قطاراتها الكهربائية الجديدة من طراز IC5، التي ستدخل الخدمة عام 2027 بعد تأخير لعدة سنوات، جدلًا سياسيًا واسعًا. السبب أن الشركة تضمن في عقدها أن درجة الحرارة داخل العربات لن تتجاوز 30 درجة مئوية عندما تصل الحرارة الخارجية إلى 35 درجة.
مخاوف من “ساونا على عجلات”
النائب نيك زيمرمان، المتحدث باسم حزب الشعب الدنماركي لشؤون النقل، اعتبر أن السماح بهذه الحرارة المرتفعة أمر غير مقبول:
«الركاب قد يشعرون وكأنهم في ساونا. كبار السن وذوو المشاكل الصحية قد يتعرضون لإغماءات. في ظل هذه الظروف لا يمكن لوم الناس إذا فضلوا السيارة المكيّفة على القطار».
موقف مشابه عبرت عنه ليلا ستوكمار، المتحدثة باسم حزب القائمة الموحدة (Enhedslisten)، محذرة من أن القبول بمثل هذه المعايير قد يؤدي إلى عزوف الناس عن استخدام القطارات:
«قد يبدو الأمر تفصيلاً صغيرًا، لكنه يهدد استثمارًا بمليارات الكرونات. إذا انتشرت فكرة أن القطارات خانقة في الصيف، فسيتحول الركاب إلى السيارات، ما يجعل المشروع خاسرًا».
مشروع ضخم بقيمة 20 مليار كرونة
تُعد قطارات IC5 أكبر استثمار في تاريخ DSB، إذ بلغت قيمة العقد مع شركة ألستوم الفرنسية نحو 20 مليار كرونة دنماركية. وقد ارتفع عدد القطارات المطلوبة من 100 إلى 150 استجابة للطلب المتزايد على السفر بالقطارات.
وتؤكد الشركة أن الاختبارات الأولية أظهرت أن نظام التبريد قد يبقي درجة الحرارة الفعلية أقل من 26,5 درجة حتى في الظروف الصعبة. لكنها في الوقت ذاته اعترفت بأن الحد التعاقدي الأقصى هو 30 درجة.
بعد بيئي.. ولكن جدل متصاعد
المفارقة أن هذه القطارات تمثل جزءًا من خطة التحول نحو نقل أكثر صداقة للبيئة في الدنمارك، لكن الجدل حول مستوى الراحة قد يقوض ثقة المسافرين.
أما وزير النقل توماس دانييلسن فقد امتنع عن التعليق المباشر، مكتفيًا بالإشارة في رده للبرلمان إلى أن مسؤولية تصميم وتشغيل وسائل النقل تعود للشركات المشغلة نفسها.
المصدر: DR