فرنسا على أبواب أزمة سياسية: الحكومة مهددة بالسقوط واليسار يدعو للتصعيد ضد ماكرون

يورو تايمز / باريس
تشهد الساحة السياسية الفرنسية توترًا متصاعدًا مع اقتراب موعد التصويت على الثقة في حكومة فرنسوا بايرو، المقرر في الثامن من سبتمبر المقبل، والذي قد يؤدي إلى سقوط الحكومة. في الوقت نفسه، أعلنت فرنسا غير الخاضعة (LFI) أنها ستجعل من 10 سبتمبر يومًا للتعبئة الوطنية ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.
حكومة بايرو مهددة بالرحيل
رئيس الوزراء فرنسوا بايرو اختار تفعيل المادة 49.1 من الدستور لطرح الثقة أمام الجمعية الوطنية. وبموجب هذه الآلية، في حال فشل في نيل الأغلبية، فلن يكون أمامه سوى الاستقالة هو وحكومته.
وبما أن كتلتي اليسار واليمين المتطرف أعلنتا مسبقًا رفضهما منح الثقة، فإن فرص بقاء بايرو في منصبه تبدو شبه معدومة.
من بايرو إلى ماكرون
في حال سقوط الحكومة، لن يتوقف الحراك الشعبي عند حدود رفض ميزانية 2026، التي كانت سبب الغضب الأولي بسبب إلغاء يومين عطلة، سنة بيضاء ضريبية، وتجميد المعاشات والمساعدات الاجتماعية.
اليسار، الذي تبنى قيادة الحراك، يريد الآن توسيع المواجهة لتستهدف الرئيس ماكرون نفسه. النائب لوي بويار كتب على منصة X: “في الثامن نسقط بايرو، وفي العاشر نسقط ماكرون”.
النائب توما بورت دعا بدوره إلى انتخابات رئاسية مبكرة بدلًا من مجرد حل البرلمان، معتبرًا أن ماكرون هو “المسؤول الأول”.
مخاطر تراجع الزخم الشعبي
رغم هذه التعبئة، يخشى البعض أن يؤدي سقوط بايرو قبل العاشر من سبتمبر إلى تفريغ يوم الاحتجاج من زخمه. لكن شخصيات في اليسار مثل مانون أوبري شددت على ضرورة “الحفاظ على الضغط حتى لا يعين ماكرون حكومة تواصل نفس السياسة”، مؤكدة أن “الخيار الوحيد هو العودة إلى صناديق الاقتراع”.
الموقف النقابي
النقابات العمالية، رغم ترددها إزاء حركة 10 سبتمبر التي شبّهتها بعض الأصوات بأجواء “السترات الصفراء”، تستعد لتحديد خطواتها خلال اجتماعها المقرر الجمعة. وفي حين لا تزال بعض المركزيات حذرة، أعلنت فروع محلية ونقابات كبرى مثل SUD Rail وSud Industrie أنها ستنضم إلى التعبئة.
بايرو يهاجم الدعوات إلى “العصيان”
في مؤتمره الصحفي، هاجم رئيس الوزراء الدعوات إلى شل البلاد: “فرنسا ليست أولئك الذين يريدون تدميرها بالفوضى، بل أولئك الذين يريدون بناؤها بالشجاعة والسخاء”. لكنه باختياره طرح الثقة على شخصه قبل مناقشة مشروعه المالي، يكون قد دخل مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر قد تطيح به من رئاسة الحكومة.