تقرير: التخفيضات الضريبية في فنلندا تتركز لدى أصحاب الملايين

يورو تايمز / هلسنكي
أظهر تقرير بحثي جديد صادر عن مؤسسة كاليڤي سورسا (المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) أن التخفيضات الضريبية التي أقرتها حكومة رئيس الوزراء بيتي أوربو ستعود بالفائدة الأكبر على أصحاب الدخول المرتفعة، في حين يحصل ذوو الدخل المتوسط والمنخفض على مكاسب محدودة.
المستفيدون الكبار: أصحاب الملايين
التقرير المبني على بيانات مصلحة الضرائب ومكتب الإحصاء الفنلندي يوضح أن ما يُعرف بتخفيض الضريبة الهامشية سيستفيد منه نحو 2% فقط من السكان، أي أولئك الذين تتجاوز دخولهم 100 ألف يورو سنويًا.
- عند دخل قدره 100 ألف يورو، لا يتجاوز الوفر الضريبي 300 يورو سنويًا.
- عند دخل 150 ألف يورو، يصل التوفير إلى نحو 3 آلاف يورو سنويًا.
- أما من يتقاضون أكثر من مليون يورو سنويًا، فسيستفيدون بتخفيضات تتجاوز 130 ألف يورو للفرد.
في عام 2023، كان هناك في فنلندا 211 شخصًا بدخل مليون يورو أو أكثر، وهم سيستفيدون العام المقبل من تخفيضات تتجاوز قيمتها الإجمالية 25 مليون يورو.
قرارات الحكومة وانتقادات المعارضة
الحكومة خصصت في قراراتها المالية:
- 335 مليون يورو لتخفيضات ضريبية تتركز على أصحاب الدخل العالي.
- 525 مليون يورو لتخفيضات موجهة لصغار ومتوسطي الدخل بدءًا من العام 2026، ترتفع إلى 650 مليون يورو بحلول 2027.
وزير المالية ريكا بورا ورئيس الوزراء أوربو بررا هذه السياسة بكونها أداة لتحفيز النمو الاقتصادي. غير أن معدي التقرير يرون أن تأثير التخفيضات الضريبية على النمو ضعيف جدًا، وأنها تكرّس التفاوت الاجتماعي.
لاوري فينير، المدير التنفيذي للمؤسسة، اعتبر أن الوضع غير عادل: “في الوقت الذي جرى فيه تقليص إعانات السكن والبطالة والمساعدات الاجتماعية، وخفض التمويل المخصص للخدمات والمنظمات، تمنح الحكومة الآن أكبر التخفيضات الضريبية لأعلى الفئات دخلًا.”
سياق سياسي حساس
يأتي النقاش في ظل انتقادات متزايدة للحكومة بشأن سياسات التقشف وتأثيرها على الفئات الهشة، مقابل توسيع هامش أرباح كبار الأثرياء. المعارضة ترى أن القرارات تهدد مبدأ العدالة الاجتماعية، بينما تؤكد الحكومة أنها ضرورية لجذب الاستثمارات وتعزيز النمو.