يورو تايمز / هلسنكي
شهدت الحياة السياسية المحلية في فنلندا تحولًا لافتًا مع صعود النساء إلى مواقع القيادة في المجالس البلدية والإدارات المحلية. فقد أظهرت بيانات “اتحاد البلديات الفنلندية” أن نسبة النساء اللواتي يترأسن المجالس البلدية واللجان التنفيذية (الكومونات) ارتفعت إلى 43% في صيف 2025، مقارنة بنحو الثلث فقط عام 2021، وهو ما يمثل قفزة تاريخية نحو المساواة السياسية.
بلديتان بقيادة نسائية كاملة
للمرة الأولى، تمكنت امرأتان من قيادة بلديتين بشكل كامل عبر مجالسها التنفيذية والتشريعية، حيث أصبحت جميع المناصب القيادية في بلدية بورنيس (Pornaisten) في أوسيما وبلدية سلكافا (Sulkava) في إيتا-سافو بيد النساء فقط. وتشمل هذه المناصب رئاسة المجلس البلدي واللجنة التنفيذية وجميع نواب الرؤساء.
إلى جانب ذلك، هناك 13 بلدية أخرى تترأس مجالسها البلدية نساء بالكامل مثل فورسا، نورميا، وكارينا، بينما توجد 23 بلدية تدار لجانها التنفيذية بقيادة نسائية شاملة مثل توركو، كوفولا، ريهيماكي، وكيرافا.
النساء أكثر نشاطًا من الرجال
رئيسة بلدية هامينا، تيتا إركيلا (Titta Erkkilä)، أوضحت أن هذا التطور يعكس تزايد نشاط النساء المجتمعي والسياسي مقارنة بالرجال، مضيفة أن الجامعات أصبحت “تتأنث بشكل متزايد”، حيث تتصدر النساء نسب التسجيل والنشاط في القضايا العامة.
صعود تدريجي منذ عام 2001
الدراسة أوضحت أن هذا التغيير لم يحدث فجأة، بل هو نتاج تراكم سياسي بدأ منذ مطلع الألفية. ففي عام 2001، لم تتجاوز نسبة النساء اللواتي تولين رئاسة المجالس البلدية ربع العدد، فيما لم يكن سوى سدس رؤساء اللجان التنفيذية من النساء. أما اليوم، فتتوزع القيادة على 126 امرأة و166 رجلًا في المجالس البلدية، و127 امرأة مقابل 165 رجلًا في اللجان التنفيذية.
اختلافات بين المناطق
على مستوى الأقاليم، برزت منطقة كيسكي-بوهجانما (Keski-Pohjanmaa) كالأعلى تمثيلًا للنساء في رئاسة المجالس البلدية، حيث تشغل النساء 75% من المقاعد القيادية، في حين أن منطقة كانتا-هامي (Kanta-Häme) سجلت النسبة الأدنى (18%). أما على صعيد اللجان التنفيذية، فجاءت منطقة كيمينلاكسو (Kymenlaakso) في المقدمة بنسبة 83% من القيادات النسائية، فيما سجلت كيسكي-بوهجانما أدنى نسبة (13%).
مشاركة نسائية أوسع في الانتخابات
توضح الباحثة ماريان بيكولا-سجوبلوم (Marianne Pekola-Sjöblom) من اتحاد البلديات أن ارتفاع تمثيل النساء في رئاسة المجالس واللجان يعود بالأساس إلى تقدمهن في الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث بلغت نسبة النساء بين الأعضاء المنتخبين 44,9%، وهو رقم قياسي، بينما بلغت مشاركة النساء في التصويت 57,3% مقابل 51,1% للرجال.
هذه المؤشرات تعكس، وفق الدراسة، تحولًا هيكليًا في المشهد السياسي المحلي الفنلندي، حيث لم يعد الطريق إلى المناصب العليا محكومًا بالرجال، بل باتت النساء يتصدرن الواجهة في إدارة شؤون البلديات.
