فنلندا: مراكز استقبال طالبي اللجوء تحولت إلى منجم ذهب للشركات بعد حرب أوكرانيا

يورو تايمز / هلسنكي
كشفت بيانات رسمية أن تشغيل مراكز استقبال طالبي اللجوء في فنلندا كان خلال العامين الماضيين أحد أكثر القطاعات ربحية للشركات الخاصة، مدفوعًا بتزايد أعداد الوافدين بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022. لكن الأرقام الجديدة تشير إلى أن هذه الطفرة كانت مؤقتة، وأن أرباح الشركات في هذا المجال تتراجع بسرعة مع انخفاض أعداد القادمين.
ووفقًا لبيانات عام 2023، فقد تضاعفت أرباح بعض الشركات عدة مرات. شركة Luona، التي تدير عددًا من مراكز الاستقبال بينها مركز مثير للجدل في مدينة ميكيلي، سجلت ارتفاعًا في أرباحها بنسبة تفوق 100% لتصل إلى 690 ألف يورو، رغم تراجع إيراداتها بنحو 10% إلى 56 مليون يورو.
أما شركة Kotokunta فقد حققت قفزة استثنائية، إذ ارتفع صافي أرباحها بنسبة تجاوزت 950% لتصل إلى أكثر من 9 ملايين يورو، فيما نما حجم إيراداتها بنسبة 640% ليبلغ 92,3 مليون يورو، بعد فوزها بمناقصات حكومية لتشغيل 15 وحدة استقبال.
غير أن هذا النمو كان استثنائيًا، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة يوهاني بلفي، الذي أكد أن التقلبات في أعداد القادمين تجعل النشاط غير مستقر، مضيفًا أن عدد الوحدات التابعة للشركة انخفض من 30 إلى 9 فقط.
من جهتها، أوضحت مصلحة الهجرة الفنلندية (Migri) أن منحنى الأرباح في هذا القطاع يتجه حاليًا نحو الهبوط، مع تراجع الحاجة إلى أماكن إقامة جديدة. بل إن بعض الشركات أنهت عقودها طوعًا هذا العام بسبب عدم جدوى الاستمرار.
كما يثير شرط وجود 300 مكان على الأقل في مراكز الاستقبال المؤسسية جدلاً واسعًا. ففي مدينة ميكيلي، جرى إخلاء سكان بعض المباني السكنية لإتاحة المجال أمام تحويلها إلى مركز استقبال يفي بمتطلبات المناقصة. وتبرر المصلحة هذا الشرط باعتبارات الكلفة والأمن، بينما ترى الشركات أن العثور على مبانٍ مناسبة بهذه المواصفات ليس دائمًا ممكنًا، خصوصًا عند الحاجة العاجلة.
وتشير التقديرات إلى أن مستقبل هذه المراكز مرتبط مباشرةً بتقلبات موجات اللجوء. ففي حال انخفاض أعداد الوافدين كما يحدث الآن، فإن نشاط الشركات المشغلة سيواصل تراجعه، بينما يمكن أن تعود الأرباح للارتفاع مع أي أزمة جديدة تزيد من أعداد طالبي اللجوء.
المصدر: Yle