فنلندا تسجل أدنى مستوى للوظائف الشاغرة منذ 2016 بانخفاض 38٪

يورو تايمز / هلسنكي
كشفت بيانات صادرة عن هيئة الإحصاء الفنلندية أن عدد الوظائف الشاغرة تراجع بنسبة 38٪ خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025 مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عددها أقل من 29 ألف وظيفة فقط، في حين كان العدد يقارب 47 ألفًا في نفس الفترة من 2024.
ويعد هذا الانخفاض الأكبر منذ عام 2016، إذ باتت الوظائف المتاحة أقل حتى من أدنى مستوياتها إبان جائحة كورونا. وأوضح “ماتي لاهدنماكي”، كبير الخبراء في هيئة الإحصاء، أن التراجع شمل مختلف مناطق فنلندا، لكنه كان أوضح في شمال وشرق البلاد.
أسباب التراجع
يرى محللون أن السبب الرئيس يعود إلى ضعف الدورة الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية التي قلّصت شهية الشركات للاستثمار والتوظيف. وأشار “آنتي إلفونين”، كبير المحللين في بنك دانسكي، إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ساهمت في زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق، ما انعكس سلبًا على قرارات الاستثمار والتوظيف.
في القطاع الخاص، تراجعت الوظائف الشاغرة إلى أقل من 19 ألف وظيفة مقابل 34,700 قبل عام، فيما تأثر القطاع العام بقرارات تقشفية وسياسات خفض الإنفاق.
القطاعات الأكثر تضررًا
القطاع الأكثر تضررًا هو البناء الذي يعاني من ركود طويل الأمد، حيث لم يتجاوز عدد الوظائف الشاغرة فيه 1,500 وظيفة فقط مقارنة بنحو 6,000 في الفترة نفسها من 2024. كما تراجعت فرص العمل أيضًا في قطاعات الصناعة، الإدارة، والاتصالات.
تأثيرات على سوق العمل
ورغم وجود مؤشرات على تعافي الاقتصاد الفنلندي مثل النمو الاقتصادي وتراجع التضخم وأسعار الفائدة، إلا أن هذا التحسن لم ينعكس بعد على التوظيف. فقد ارتفع معدل البطالة في يونيو إلى أكثر من 9٪، فيما يظل عدد الوظائف الشاغرة في مسار هابط منذ عدة سنوات.
ويتوقع المحللون أن يظل سوق العمل تحت الضغط حتى نهاية العام، مع احتمال بدء ظهور مؤشرات تعافٍ تدريجي مع دخول الشتاء إذا استمر التحسن الاقتصادي.
المصدر: Yle / Tilastokeskus