من ماسح أحذية إلى رمز عالمي للرحمة.. قصة قاضي الرحمة من البداية الى الوفاة
يورو تايمز / واشنطن
توفي القاضي الأمريكي فرانك كابريو، الذي عُرف عالميًا بتعاطفه وإنسانيته في قاعة المحكمة، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض سرطان البنكرياس.
وأكد ابنه، فرانك تي. كابريو، وفاة والده يوم الأربعاء، فيما نشر أفراد عائلته بيانًا عبر حسابه الرسمي على إنستغرام جاء فيه: «رحل القاضي فرانك كابريو بسلام بعد معركة شجاعة مع المرض. كان محبوبًا لتعاطفه وتواضعه وإيمانه بالخير في الناس. لقد ترك بصمة لا تُمحى بطيبة قلبه وخفة روحه».
قاضٍ إنساني أصبح نجمًا عالميًا
انتُخب كابريو قاضيًا عام 1985، واشتهر ببرنامجه التلفزيوني Caught in Providence، الذي عُرضت فيه جلساته أمام متهمين بمخالفات بسيطة، حيث كان يستمع إلى قصصهم الإنسانية ويعاملهم برأفة، ما جعله يحصد إعجاب الملايين على شبكات التواصل الاجتماعي.
بفضل مقاطع الفيديو المنتشرة لقراراته المليئة بالتعاطف، تحوّل كابريو إلى ظاهرة عالمية، حتى لُقّب بـ «أطيب قاضٍ في العالم». وقد رُشح برنامجه عام 2021 لجائزة إيمي النهارية.
مسيرة ممتدة أربعة عقود
وُلد كابريو في حي Federal Hill بمدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، ونشأ في عائلة متواضعة حيث عمل في طفولته ماسحًا للأحذية وبائعًا للجرائد ليساعد أسرته. بعد دراسته، عمل معلمًا لمادة الحكومة الأمريكية قبل أن يلتحق بدراسة القانون ليلًا في جامعة Suffolk.
طوال مسيرته، شغل أيضًا منصب رئيس مجلس حكام التعليم العالي في رود آيلاند لعشر سنوات، وأسهم في إنشاء منح دراسية لدعم الطلاب ذوي الدخل المحدود.
مواجهة شجاعة مع المرض
في ديسمبر 2023، أعلن القاضي إصابته بسرطان البنكرياس، وظهر مرارًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخاطبًا محبيه، طالبًا الدعاء في معركته مع المرض. ورغم تلقيه العلاج الكيميائي والإشعاعي حتى منتصف 2024، واصل كابريو التعبير عن شكره للناس على دعمهم.
آخر ظهور له كان قبل ساعات من وفاته، حيث نشر مقطعًا مصورًا قال فيه: «أطلب منكم أن تذكروني في دعائكم مرة أخرى».
إرث إنساني خالد
ترك كابريو خلفه زوجته جويس، وخمسة أبناء، وسبعة أحفاد، وحفيدين من الجيل الرابع. ولم يُعلن بعد عن تفاصيل الجنازة.
وسيُذكر كابريو كقاضٍ لم يكتفِ بتطبيق القانون بصرامة، بل جسّد روح العدالة القائمة على الرحمة والتفهم، حيث قال في أحد تصريحاته: «إذا كان في حياة الإنسان ظروف خاصة، حتى لو كان مذنبًا، فإنني أعطيه فائدة الشك».
