أخبار

صراع العصابات التركية في لندن خلف إطلاق النار على طفلة تبلغ تسع سنوات

يورو تايمز / لندن

تشير الشرطة البريطانية إلى أن الصراع الدموي المستمر منذ عقدين بين عصابتي الـ”هاكني تركس” والـ”توتنهام تركس” كان وراء إطلاق النار في أحد مطاعم شمال لندن العام الماضي، حيث أصيبت طفلة تبلغ تسع سنوات برصاصة في الرأس بينما كانت تتناول الآيس كريم.

الرصاصة، التي ما زالت مستقرة في دماغها، كادت أن تودي بحياتها، فيما اعتبرت الشرطة نجاتها “معجزة”. الطفلة أمضت أكثر من ثلاثة أشهر في المستشفى وخضعت لجراحة معقدة لإعادة بناء جمجمتها باستخدام التيتانيوم، ومن المتوقع أن تعاني من صعوبات بدنية ومعرفية طوال حياتها.

تفاصيل الهجوم

وقع الهجوم في 29 مايو العام الماضي أمام مطعم إيفين في شارع كينغزلاند، دالستون. المهاجم، الذي كان يقود دراجة نارية مسروقة من طراز دوكاتي مونستر، أطلق ست رصاصات خلال ثانيتين باتجاه مجموعة من أفراد عصابة الـ”هاكني تركس” كانوا يجلسون في الخارج.

أصيب ثلاثة رجال بجروح متفاوتة:

  • نصر علي (43 عاماً) في العمود الفقري.
  • كينان أيدوغدو (45 عاماً) في ساقه.
  • مصطفى كيزيلتان (35 عاماً) في فخذه.

وقالت النيابة إن الهجوم كان محاولة “اغتيال” منظمة من قبل عصابة الـ”توتنهام تركس” المنافسة.

حرب دموية ممتدة

هذا الصراع بين العصابتين مسؤول عن أكثر من 20 جريمة قتل خلال العقدين الأخيرين، وفق الشرطة. جذور الحرب تعود إلى حادثة عام 2009 حين تعرّض كمال أرماجان، أحد قادة الـ”هاكني تركس”، للضرب في نادي سنوكر شمال لندن، فأقسم على الانتقام من عائلة إرين المرتبطة بعصابة توتنهام.

منذ ذلك الحين، شهدت لندن وأوروبا موجات من الاغتيالات وإطلاق النار والحرائق الانتقامية.
علي أرماجان، شقيق كمال، قُتل عام 2012.
زافر إرين، زعيم التوتنهام، قُتل عام 2013.
– لاحقاً تولى إزيت إرين القيادة لكنه اغتيل في مولدوفا عام 2024.

في المقابل، برز كمال أرماجان كقائد فعلي للهاكني تركس، قبل أن يتم اعتقاله هذا العام في مدينة إزمير التركية بتهم تشمل القتل وتصفية خصوم.

جذور اقتصادية للجريمة

وفقاً لـ توني ساغرز، الرئيس السابق لاستخبارات المخدرات في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة البريطانية، فإن العصابات التركية رسّخت وجودها منذ سبعينيات القرن الماضي عبر تهريب الهيروين القادم من أفغانستان مروراً بإيران وصولاً إلى أوروبا.

وتحوّل الصراع بين العصابات إلى ما يشبه “حرب مافيا” مفتوحة، ليس فقط داخل لندن بل عبر تركيا ومولدوفا ودول أوروبية أخرى.

مخاوف من تصعيد جديد

يحذر خبراء الجريمة من أن مقتل واعتقال قادة بارزين قد يدفع إلى موجة انتقامية جديدة. البروفيسور محمود جنكيز من جامعة جورج ميسون قال: “إذا قُتل قائد مجموعة، فهذا يعني أن الطرف الآخر يبعث برسالة قوة. لكن هذا سيستدعي رداً قوياً، وغالباً سيستهدف كبار أفراد العصابة المنافسة.”

الشرطة البريطانية لا تزال تعرض مكافأة تصل إلى 15 ألف جنيه إسترليني مقابل معلومات تقود إلى منفذ إطلاق النار في دالستون، والذي ما زال فاراً.

المصدر: Sky News

زر الذهاب إلى الأعلى