الدنمارك: تزايد الإقبال على مراكز توزيع الطعام وسط ارتفاع أسعار الغذاء

يورو تايمز / كوبنهاغن
تشهد مراكز توزيع الطعام في الدنمارك المعروفة باسم “مادوآسر” (Madoaser) ازدحاماً متزايداً مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يلجؤون إليها للحصول على حصص غذائية كان من الممكن أن تُهدر.
وفقاً لمنظمة “أوقفوا الهدر محلياً” (Stop Spild Lokalt)، التي تدير هذه المراكز، فقد زار أكثر من 13 ألف شخص نقاط توزيع الطعام خلال شهر يوليو/تموز الماضي وحده، بزيادة تقارب 20٪ منذ بداية العام.
ارتفاع الطلب وضغط على المتطوعين
المؤسس والمدير العام للمنظمة، راسموس إريكسن، أكد أن الأعداد المتزايدة أصبحت ملموسة يومياً، حيث قال:
“هناك مزيد من الناس يقفون في الطوابير للحصول على الطعام. نرى ذلك بوضوح في أعداد الزوار وفي الإحصاءات.”
وفي مركز “مادوآسن أوستربرو” (Østerbro)، تقول المديرة إليزابيث شيندلر هفيد إن فريقها يعمل جاهداً لتلبية الطلب عبر زيادة اتفاقيات التبرع مع المتاجر. وأضافت:
“نحاول جلب المزيد من التبرعات، ونفعل كل ما بوسعنا. حتى بعد ساعات الإغلاق، يأتي البعض ليسأل عما إذا كان لدينا فائض من الطعام.”
شرائح جديدة في الطوابير
لم تعد هذه المراكز تقتصر على الفئات الأكثر فقراً، إذ بات من المعتاد أن يتردد عليها أشخاص من ذوي الوظائف العادية. ويعود ذلك، بحسب إريكسن، إلى عاملين رئيسيين:
- الارتفاع المستمر في أسعار الغذاء الذي يثقل كاهل الأسر.
- تراجع الشعور بالوصمة الاجتماعية، إذ أصبح الحصول على فائض الطعام أكثر قبولاً من ذي قبل.
توقعات اقتصادية قاتمة
الخبير الاقتصادي برايان فريس هيلمر من بنك العمال (Arbejdernes Landsbank) أشار إلى أن أسعار الغذاء المرتفعة تترك أثراً واضحاً على ميزانيات العائلات الدنماركية، متوقعاً استمرار هذا الوضع:
“لا توجد مؤشرات حقيقية على أن الأسعار ستنخفض في المستقبل القريب.”
هذا الواقع يعكس أزمة متصاعدة تجمع بين البعد الاجتماعي والاقتصادي، حيث تتحول مراكز توزيع الطعام إلى شريان دعم متزايد الأهمية لشرائح واسعة من المجتمع الدنماركي.
المصدر: DR.dk