آراء

د. بهاء أحمد الياسين: ازدواجية الخطاب الإنساني.. أوكرانيا وفلسطين في مرآة النفاق الأوروبي

قبل نحو ساعة ، كان اجتماع قادة أوروبا المفتوح في البيت الأبيض ، يرفعون أصواتهم عن حقوق الإنسان ، عن الأطفال الأوكرانيين الذين يجب أن يعودوا إلى بيوتهم ، ويؤكدون على أن الحدود الدولية يجب ألا تغير بالقوة . كلماتهم كانت مليئة بالمبادئ ، لكنها تبقى مجرد كلمات على ورق .
هؤلاء القادة الذين يذرفون دموع الإنسانية على كييف ، يلتزمون الصمت التام أمام احتلال فلسطين . هناك يقتل الأطفال يومياً ، تدمر البيوت ، وتشرد العائلات ، فيما هم منشغلون بالتصفيق لدبلوماسية أوكرانيا .
أي إنسانية هذه التي تفرق بين دم طفل وآخر حسب الخرائط ..؟

يتحدثون عن القانون الدولي والمبادئ الإنسانية ، لكنهم يطبقونها انتقائياً :
هنا العقوبات والضغوط ، وهناك فلسطين التي تترك لتواجه القصف والاعتقال بلا رقيب . هنا المؤتمرات العاجلة ، وهناك صمت مطبق على أرض محتلة منذ عقود .
هذا ليس مجرد تناقض ، بل ازدواجية قاتلة تكشف أن خطاب العدالة والحقوق الإنسانية عند هؤلاء القادة أداة سياسية ، تعرض على المسرح العالمي حين تخدم مصالحهم ، وتختفي عندما تصطدم بمصالحهم الاستراتيجية .

•⁠ ⁠حتى يرفع هؤلاء القادة عن فلسطين نفس صرخة الإنسانية التي يرفعونها لأوكرانيا ، سيظل خطابهم جوفاء ، وكأن العدالة تباع وتشترى على مقياس الجغرافيا والتحالفات . أطفال فلسطين ليسوا أقل قيمة ، ولا دماؤهم أقل حرمة.
•⁠ ⁠الآن ، السؤال الذي يواجه كل من رفع صوته في واشنطن :

هل ستظل الإنسانية عندكم مجرد شعار يستعرض على المنصات ، أم أنكم قادرون أخيراً على احترام حقوق الأطفال الفلسطينيين كما تحترمون حقوق الأطفال الأوكرانيين ..؟
•⁠ ⁠حتى يتحقق ذلك ، ستظل كلماتهم عن العدالة والإنسانية مجرد صوت بلا وزن ، وعرض انتقائي يدار على خشبة المسرح الدولي لإرضاء المصالح لا المبادئ .

زر الذهاب إلى الأعلى