عريضة غزة تربك الإعلام السويدي وتضع إذاعة السويد في مأزق

يورو تايمز / ستوكهولم
أثار ما يُعرف بـ “عريضة غزة” جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية السويدية بعد توقيع مئات الصحفيين والكتّاب والمثقفين عليها، بينهم أسماء بارزة من إذاعة السويد (SR) والتلفزيون السويدي (SVT) وقناة TV4. العريضة، التي بادر بها ماجدا جاد وإدغار مانهايمر ونُشرت على صفحات “إكسبرسن ديبات”، طالبت بفتح قطاع غزة أمام الصحفيين الدوليين، لكنها تضمنت أيضًا اتهامًا للإعلام بالمساهمة في “إضفاء الشرعية على إبادة جارية” وهو توصيف مثير للجدل.
وبحسب كارين أولسون، نائبة رئيس تحرير إكسبرسن، فإن العريضة حوّلت الأنظار بعيدًا عن جوهر الحرب وأشعلت نقاشًا داخليًا حادًا بين الصحافة والنشاط السياسي، ما منح القوى السياسية المناهضة للإعلام مادة إضافية للتشكيك في حيادية الصحافة المهنية. وأشارت أولسون إلى أن “إيكوت” – القسم الإخباري في إذاعة السويد – قدّم تغطية حازت جوائز عن حرب غزة، لكنه يجد نفسه اليوم مضطرًا للدفاع عن نزاهته في مواجهة اتهامات بالنشاطية، معتبرة أن ذلك أضر بسمعة المؤسسة الإعلامية العريقة.
العريضة قسمت المؤسسات الإعلامية؛ ففي حين سمحت إذاعة السويد لمراسليها الموقّعين بالاستمرار في عملهم، تبنت صحف مثل Svenska Dagbladet وDN والتلفزيون السويدي SVT نهجًا أكثر تشددًا، إذ أعلنت أن أي صحفي وقع لا يمكنه حاليًا تغطية الحرب. أما قناة TV4 فاكتفت بالإشارة إلى أن توقيع مراسلها كان دعمًا للمطالب غير المثيرة للجدل، فيما رأت Aftonbladet، مثل إذاعة السويد، أن المشاركة في العريضة لا تشكل مشكلة.
أولسون اعتبرت أن وجود أسماء وازنة مثل الصحفية المخضرمة سيسيليا أودين – وهي أيضًا والدة إدغار مانهايمر أحد مهندسي العريضة – وضع إذاعة السويد أمام معضلة داخلية جعلتها تحيد عن سياستها التحريرية المعتادة. ووصفت الوضع بأنه “غير سعيد”، مؤكدة أن النقاش النقدي حول الصحافة ضروري، لكنه يجب أن يُفصل عن النشاط السياسي لضمان مصداقية العمل الإعلامي.
رابط المصدر: Expressen – Karin Olsson: Gaza-uppropet har skadat Sveriges Radio