أخبار

ألمانيا: التأخيرات والبنية التحتية المتهالكة والحوادث المميتة تطيح برئيس السكك الحديدية

يورو تايمز / برلين

أعلن وزير النقل الألماني باتريك شنايدر، في مؤتمر صحفي مفاجئ ببرلين، عن إقالة ريتشارد لوتس، الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الألمانية “دويتشه بان” (DB)، في ظل الانتقادات الحادة التي تواجهها الشركة بسبب التأخير المزمن للقطارات وتدهور البنية التحتية. وأوضح الوزير أن القرار جاء نتيجة “الوضع المأساوي” للشبكة، وانخفاض رضا الركاب من حيث الانضباط في المواعيد والربحية.

لوتس، البالغ من العمر 61 عامًا والذي تولى المنصب منذ عام 2017، سيبقى في موقعه حتى تعيين خلف له. وتراجعت نسبة التزام القطارات البعيدة المدى بالمواعيد إلى 62.5% العام الماضي، مقارنة بـ79% عام 2016، ما أثر بشكل كبير على الركاب، لدرجة أن سويسرا قررت إنهاء رحلات القطارات الألمانية السريعة (ICE) عند أول محطة على أراضيها واستبدالها بقطارات محلية أكثر انضباطًا.

حوادث مميتة وبنية تحتية متهالكة
إضافة إلى التأخيرات، تعاني الشبكة من مشاكل السلامة، أبرزها حادث انحراف قطار إقليمي في جنوب غرب ألمانيا في 28 يوليو الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات. وفي يونيو 2022، شهدت بافاريا حادثًا مشابهًا أودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب 30 آخرين.

خطط استثمار ضخمة
الحكومة الألمانية تعهدت بضخ مئات المليارات من اليوروهات لتحديث الشبكة، حيث ستحصل الشركة على 107 مليارات يورو حتى عام 2029، بينها أكثر من 20 مليار هذا العام، بتمويل كبير من صندوق البنية التحتية الخاص البالغ 500 مليار يورو. مع ذلك، يرى لوتس أن هناك حاجة إلى 17 مليار يورو إضافية لإنجاز رقمنة الشبكة وتحديثها في الوقت المحدد.

انتقادات من جمعيات الركاب
جمعية “برو-بان” اعتبرت أن تغيير القيادة لن يحل المشكلة، مؤكدة أن الحل يكمن في تحسين السياسات التمويلية وتطوير استراتيجية النقل الحديدي، مشيرة إلى أن وزراء النقل السابقين أسهموا في الوضع الحالي.

تحذيرات في فرنسا
شركة “SNCF” الفرنسية تابعت التطورات في ألمانيا باعتبارها “السيناريو الأسوأ”، محذرة من مخاطر تدهور مماثل إذا لم تُضَخ استثمارات إضافية. وحذرت من أنه بحلول 2028 قد يتأثر 2000 قطار يوميًا بسبب الأعطال المفاجئة أو أعمال الصيانة، إذا لم يتم تجديد السكك، والبالاست، وخطوط التغذية الكهربائية النحاسية القديمة.

زر الذهاب إلى الأعلى