تحقيقات ومقابلات

رقم قياسي في الدنمارك: ربع مليون يحددون موقفهم من التبرع بالأعضاء خلال شهر واحد


يورو تايمز / كوبنهاغن

شهدت الدنمارك تسجيل رقم قياسي جديد في عدد الأشخاص الذين عبّروا عن موقفهم من التبرع بالأعضاء، حيث قام أكثر من 260 ألف شخص بتسجيل خيارهم في هذا الشأن خلال شهر يونيو فقط، وهو رقم غير مسبوق في مثل هذه الفترة القصيرة.

ويأتي هذا التفاعل الكبير بعد دخول قانون جديد حيّز التنفيذ في الأول من يونيو 2025، ينص على أن كل شخص في الدنمارك يُعتبر متبرعًا بالأعضاء بشكل تلقائي ما لم يُعلن عكس ذلك. ووفقًا لهذا النظام، يتعين على المواطنين الدخول إلى البريد الرقمي الرسمي (e-Boks) وتأكيد رغبتهم أو رفضهم التبرع، وإلا ستبقى الكلمة الفصل لعائلاتهم كما كان الحال سابقًا.

ووفقًا لهيئة بيانات الصحة، فإن 261,723 شخصًا اتخذوا موقفًا رسميًا خلال يونيو، وهو ما اعتبره لاس هيدلباخ، مدير جمعية التبرع بالأعضاء، خطوة كبيرة نحو رفع الوعي. وقال:

“نحن سعداء جدًا بهذا النظام الجديد، ومن الرائع أن نشهد هذا العدد الكبير من الناس يسجّلون مواقفهم خلال وقت قصير”.

ربع مليون موقف في شهر

البريد الرقمي الذي استلمه نحو خمسة ملايين دنماركي طلب من كل فرد تحديد موقفه من التبرع: الموافقة، الرفض، أو عدم اتخاذ قرار في الوقت الراهن.

أندرياس ألبيرتسن، أستاذ مشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة آرهوس ومؤلف كتاب حول التبرع بالأعضاء، اعتبر هذا التفاعل إشارة إيجابية، قائلًا:

“من المشجع أن يستخدم الناس هذه الفرصة ليفكروا جديًا في هذا القرار الحساس”.

خطوة قد تنقذ الأرواح

بحسب مايكل بوكستي، مدير جمعية أمراض الكلى في الدنمارك، فإن 85٪ من المحتاجين لزراعة أعضاء هم مرضى بحاجة إلى كلى، معربًا عن سعادته بزيادة عدد المسجلين في قاعدة بيانات المتبرعين، ما قد يقلل من حالات الغموض عند الوفاة ويُسرّع في اتخاذ القرار.

وأشار إلى أن 15 شخصًا تُوفوا العام الماضي أثناء انتظارهم لزراعة عضو، و28 شخصًا توفوا في العام الذي سبقه، مضيفًا:

“كل تسجيل جديد يمكن أن يمثل حياة يتم إنقاذها”.

فيكتور غولداغر، وهو عامل متجر في مدينة آرهوس تلقى مؤخرًا كلية جديدة، شدّد على أن الأهم هو أن “يأخذ الناس قرارهم عن قناعة، مهما كان هذا القرار”.


زر الذهاب إلى الأعلى