تحقيقات ومقابلات

فرنسا تسجل أعلى عدد سجناء في تاريخها: أكثر من 84 ألف خلف القضبان

يورو تايمز / باريس

سجلت السجون الفرنسية رقمًا قياسيًا غير مسبوق في عدد السجناء، بلغ 84,951 محتجزًا حتى الأول من يوليو 2025، وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن وزارة العدل الفرنسية. يأتي هذا العدد في ظل استمرار تفاقم مشكلة الاكتظاظ داخل المؤسسات العقابية الفرنسية، حيث لا تتجاوز القدرة الاستيعابية الرسمية للسجون 62,509 أماكن.

ووفق نفس الإحصاءات، فإن نسبة الاكتظاظ الوطني وصلت إلى 135.9%، وهي الأعلى منذ بداية تسجيل البيانات. وتظهر الأرقام أن 29 سجنًا تجاوزت فيها نسبة الاكتظاظ حاجز 200%، بينما بلغ معدل الاكتظاظ في سجون الاحتجاز المؤقت، التي تضم الموقوفين قيد التحقيق والمحكومين بفترات قصيرة، 167%.

كما كشفت الوزارة أن عدد النزلاء في فرنسا ارتفع بنحو 6,442 سجينًا إضافيًا مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في مؤشر واضح على تدهور الوضع داخل المنظومة السجنية، رغم وعود الإصلاح الحكومي.

ويأتي هذا التطور في وقت تعاني فيه السجون الفرنسية من تراجع في البنية التحتية، ونقص في أعداد الموظفين، ما تسبب في لجوء عدد من السجون إلى استخدام الأرضيات لاستيعاب السجناء. وتواجه السلطات ضغوطًا متزايدة من منظمات حقوقية ونقابات مهنية تحذر من تداعيات الاكتظاظ على الأمن والصحة النفسية والجسدية للمحتجزين والعاملين.

من جهة أخرى، تواجه الحكومة صعوبة في تنفيذ خطتها التي أعلنتها عام 2018 لبناء 15,000 مكان احتجاز إضافي بحلول 2027، إذ تم إنجاز أقل من ثلث العدد المعلن حتى الآن، في ظل عوائق قانونية ومالية ورفض محلي لمشروعات البناء.

وفي ظل هذا التعثر، باتت وزارة العدل تبحث عن “خطة بديلة”، تشمل إعادة تأهيل سجون قديمة، واستخدام وحدات مؤقتة، أو تحويل مبانٍ حكومية إلى مؤسسات احتجاز، في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة.


زر الذهاب إلى الأعلى