النخيب تحت سيطرة ميليشيات ايران: مشروع استثماري بواجهة زراعية يخفي توسعًا مليشياويًا مريباً

يورو تايمز / بغداد
في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن تهريب مزعوم للأسلحة إلى محافظة الأنبار، تتكشف خيوط حملة إعلامية مُوجَّهة تهدف إلى التغطية على مشروع توسعي تقوده مليشيات مسلحة موالية للنظام الإيراني في العراق، تستهدف السيطرة التدريجية على منطقة النخيب الحدودية مع المملكة العربية السعودية، تحت ذريعة الاستثمار الزراعي.
رواية السلاح: غطاء لتوسّع منظم
بحسب مصادر موثوقة، فإن رواية “تهريب السلاح إلى الأنبار” التي تم الترويج لها من قبل إعلاميين مرتبطين بمليشيات عراقية، لم تكن سوى ذريعة لتمهيد الطريق أمام مخطط مليشياوي للاستيلاء على أراضي النخيب.. هذه الرواية، التي ظهرت فجأة على شاشات قنوات معروفة بقربها من فصائل مسلحة، تزامنت مع تحرّك فعلي على الأرض تقوده مليشيا “كتائب سيد الشهداء”.
دور الولائي: استثمار بالقوة
بحسب معلومات موثوقة، زار زعيم مليشيا كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، النخيب مؤخرًا، وأشرف بنفسه على تقسيم مئات الدوانم من الأراضي إلى “مربعات استثمارية” لزراعة النخيل باستخدام أنظمة ري بالتنقيط وحفر آبار جديدة.
اللافت أن هذه الأنشطة تتم دون إذن من حكومة الأنبار، وتحت شعارات مثل “شركة المهندس” و”استثمارات العتبة”.
الولائي لم يكتفِ بالإشراف، بل تواصل مع إعلاميين ومقدمي برامج لحثهم على الترويج لرواية تهريب السلاح. وسرعان ما بدأت حسابات وصفحات إلكترونية بالترويج للقصة عبر حملات منظمة تتفاعل معها مجاميع طائفية على مواقع التواصل.
توطين واستقدام عمالة منظمة
مليشيا كتائب سيد الشهداء، قامت بجلب أعداد كبيرة من العمّال من كربلاء، ونصبت كرفانات ومرافق إقامة داخل النخيب، في مؤشر على نية البقاء الدائم. كل مربع زراعي تم تحديده بمساحة تقارب 5 دونمات، ضمن خطة زراعية ظاهرية تخفي أبعادًا أمنية وديمغرافية حساسة.
انتهاكات ضد السكان الأصليين
في خضم هذا التوسع، يعاني أبناء النخيب من قبائل مثل عنزة والبو عيسى من تضييق ممنهج طال حقوقهم في الرعي والبناء. ووصل الأمر بالمليشيات إلى تخريب خزان المياه الوحيد الذي يخدم الأهالي، في خطوة وُصفت بأنها “إجراء قسري لإجبار السكان على مغادرة المنطقة أو الخضوع للأمر الواقع”.
النخيب: ساحة لمشروع طائفي متجدد
يرى مراقبون أن ما يجري في النخيب لا يختلف عن سيناريوهات سابقة اتبعتها المليشيات في مناطق أخرى، حيث تُستخدم المشاريع الزراعية أو الدينية كغطاء لتغيير الواقع السكاني والسيطرة الجيوسياسية على مناطق حدودية أو ذات أهمية استراتيجية.
المليشيات، كما تصفها المصادر، “مرض خبيث وقذر” يتسلل إلى المجتمعات المحلية تحت شعارات المساعدة والتنمية، ليُفرَض لاحقًا عبر السلاح والتهديد والوجود الدائم.
دعوات للمحاسبة وكشف الحقائق
يطالب أبناء الأنبار والناشطون بفتح تحقيق شفاف حول أنشطة المليشيات في النخيب، وإعادة النظر في سياسات “الاستثمار” التي تحوّلت إلى أدوات للهيمنة. كما دعوا الإعلاميين إلى عدم التورط في حملات التضليل التي تروّج لمخاطر مختلقة وتخفي الجرائم الحقيقية التي تُرتكب على الأرض.