آراء

نزار العوصجي: مناكفات القوى الوطنية المعارضة للعملية السياسية حالة مرفوضة

من الملاحظ ان أغلب التجمعات الوطنية المعارضة للعملية السياسية تضم شخصيات و قامات عراقية يشاد لها بالبنان ، من المفترض أن تتمتع بقدر كبير من ألشفافية و الأنضباط و الأحترام المتبادل ..
تتقبل الرأي و الرأي الأخر ، و تلتزام بضوابط أدب الحوار ، دون أستثناء من أحد ، و تبتعد عن الطروحات التي لا تتفق مع الأطار العام الذي نسعى اليه جميعا ..
و من الملاحظ ايضاً ان هنالك من يسعى إلى طرح قضايا شخصية و كلمات يراد لها أن تثبت كقاموس عمل للتعريف ببعض المصطلحات السياسية المنسوبة إلى أشخاص معينين ، كأن الغرض منها تعليم الأخرين الف باء العمل السياسي من جديد ، مع العلم ان الكثير من المعارضين قد أفنى عمره و شبابه و حياته في العمل السياسي ، و لديه القدرة على ان قراءة الأفكار قبل طرحها أو محاولة الترويج لها ..
كلنا نعلم ان العراق في محنته الحالية لا يحتاج إلى منظرين ، و لا يحتاج لأعادة أحاديث معادة لمرات و مرات ، و لا يحتاج إلى سجالات يضيع فيها الوقت و الجهد ، بل يحتاج إلى رجال أشداء شجعان أكفاء مخلصين ، إلى جانبهم ماجدات عراقيات من اخوات الخنساء ، متجردين جميعاً من الأنا و حب الزعامة و طلب المنصب ، يكونون على قدر عالي من المسؤولية في قيادة المرحلة ، يتسمون بالأصرار على السعي الحثيث لتحقيق النصر المبين في تحرير العراق ..
على الجميع ان يعي اننا الأن امام اختبار حقيقي نسابق فيه الزمن ، فشعبنا محكوم بالحديد و النار ، و شبابنا يذبح و يطارد و يقتل من قبل المافيات و العصابات التي تتحصن بالسلاح المنفلت المحمي من الحكومة ، إلى جانب ميليشيات الأحزاب الولائية التابعة لنظام الملالي في طهران ..
عرقنا جريح ، ثرواته تنهب ، و الأعراض تنتهك ، و كرامة الإنسان تهدر ، و نحن منشغلون بتجاذب أطراف الحديث في موقع الكلمة من الجملة و تعريفها ، و كأننا نعيش في واقع منفصل عن ما يجري في ألعراق ، نقفز على حقائق مهمة و واضحة موجودة على الأرض ، من الأجدر دراستها و تحليلها و معالجتها ..

ما دفعنا للكتابة بألم هو الآية الكريمة “وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ”، التي تنهى عن التنابز الذي يثيره صغار العقول ، و هم يتفاخرون بما ليس لهم فضل فيه ، غير مدركين الى ان إسلوبهم في الطرح لا يفضي إلى وحدة الصف بل العكس ..
ليس فينا من له فضل في أختيار دينه ، مذهبه ، قوميته ، او عشيرته ، فالكل على دين و مذهب و قومية و عشيرة أبائه و أجداده ، و هذا يعني ان التنابز بالألقاب و المسميات من شيم الجهلة ..
في ساحة القتال لا ينظر المقاتل إلى دين ، مذهب ، قومية ، و عشيرة رفيقه المقاتل او حتى رتبته ، بل ينظر إلى مدى شجاعته و صموده و استبساله في الدفاع عن وطنه و شعبه ..
من يزور مقبرة شهداء الجيش العراقي الواقعة في محافظة المفرق الأردنية القريبة من الحدود العراقية يستطيع ان يعي تلك الحقيقة ، لن يجد على الشواهد عبارة أبلغ من عبارة الشهيد البطل ، مجردة من المسميات الأخرى ، ذلك لأن الشهادة هي أعلى مراتب الشرف و أعلى درجات الأيمان ..
أفضلنا من يبادر إلى تقديم المشورة و المقترح الذي يسهم في تطوير العمل ، لذا لا داعي للسجال أو المزايدة على بعضنا ، فكلنا أخوة متحابين في خندق واحد ، هو خندق العراق الوطن و البيت و الأهل ..
لا توجد منةً أو فضل لأحد على الأخر ..
لنبتعد عن التعصب و المزاج الحاد ، لانه يمنعنا من أن نتقدم خطوة أخرى ..

أخوتي الأعزاء ، اعتذر عن الأطالة في سرد الحالة ، لكنها من باب التذكير و التأكيد على منهج القيادة الناجحة في العمل الذي نسعى اليه ، و الإبتعاد عن التشنجات العصبية و النفسية ، و بناء المواقف على ضوء الشكوك ..
ان بناء موقف مضاد على ضوء معلومات غير صحيحة ، قد ترد من هنا و هناك ، أمر مرفوض ..
قد تقف خلفها جهات معادية ، تحاول أن توقف النشاط الوطني ، في محاولة لأيجاد موطئ قدم لها بيننا ..
لذا نرجو منكم التعامل بروح الأخوة الصادقة ، و الصراحة و الوضوح و تبادل الأفكار و الرؤى ، للوصول إلى أعادة الصياغات التي تخدم العمل و تطويره ، دون الحاجة إلى التكرار و الأعادة التي تؤخرنا كثيراً ، خاصةً و نحن نعيش احداث متسارعة قد تحصل في منطقة الشرق الأوسط ..
علينا ان نعي ان بلدنا ألعراق في قلب المعادلات السياسية و المواقف العالمية و الأقليمية و العربية ، لظروف تعرفونها جيداً ، تتعلق أهمها في جوانب سياسية و اقتصادية و مصالح دولية ، لذا يجب أن ننظم أنفسنا من أجل ترتيب مفردات المرحلة القادمة ، و تحديد الأولويات لتحقيق خطوة متقدمة في العمل السياسي الوطني المعارض ، بكل شجاعة و إخلاص و رقي في الطرح و الحوار و التنفيذ ..
ليعتبر كل منا نفسه هو المسؤول المباشر في مشروع المعارضة ، و هو قائد فيه ، و عليه ألتزاماً عراقياً وطنياً ، اخلاقي و شرعي و أجتماعي ، في تنفيذ كل خطواته ، بضيغة العقل الجمعي و التشاور و الحوار المتبادل ، وفق نظام الديمقراطية و قرار الأغلبية ، فكل منكم يستحق الأشادة و الثناء و التقدير ..
حياكم الله جميعا و بارك لنا فيكم ، و بالجهود المبذولة من قبلكم ..
و الله ولي التوفيق و النجاح و الصلاح و السداد ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

زر الذهاب إلى الأعلى