د. عبدالرزاق محمد الدليمي: ماهكذا تورد الإبل يا ظريف؟!

اطلعت على مداخلة السيد ظريف في الدوحة وحقيقة فوجئت بما ورد فيها من افتراءات ولي لعنق الحقائق رغم ان هذا هو ديدن كل المسؤولين في النظام الذي أسسه خميني بمباركة ودعم من الشياطين الكبرى ؟؟!! وسبب المفاجئة انها تصدر من دبلوماسي قضى ردحا من الزمن في اروقة الامم المتحدة ومثل بلادة كرأس للدبلوماسية ؟!
ومما اثار حفيظتي ان دبلوماسي مثل ظريف متمرس بالقوة الناعمة يتحدث بهذ الطريقة ويكذب بكل وقاحة امام مجموعة كبيرة من اناس يمتلكون قدرا كبيرا من المعلومات التي حاول ظريف تغيير بوصلتها !
لذلك نقول إذا كان الدبلوماسي ظريف بالدف ناقر فما شيمة ملالي طهران إلا ؟!
ورغم ان الرد على افتراءات وأكاذيب اللا ظريف ربما تحتاج إلى تفاصيل كثيرة إلا اننا سنوجزها بالقليل الوافي:
ابتداءا نحن نشجع على أهمية الحوار الصريح والمباشر. ولكننا في ذات الوقت نبدي الاستغراب من اغلب النقاط التي وردت في مداخلة ظريف والتي تتجاهل الحقائق التاريخية والسياسية الواضحة.
نسأل السيد ظريف من خدع العراق؟
وهل ينكر حجم التدخلات الإيرانية المتكررة في الشأن العراقي والتي ساهمت في زعزعة الاستقرار السياسي والأمني. وهل نسى دعم ملالي إيران لأطراف عراقية طائفية معينة على حساب الوحدة الوطنية والمصالح العليا للعراق. وهل نذكره بالدور الإيراني في تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية في العراق.
وسؤال آخر للسيد ظريف من قتل العرب المسلمين السنة؟ ومن قتل العلماء؟
ونحن اذ نجدد التنديد بجميع أعمال القتل والعنف والاعتقالات والتغييب التي طالت ملايين الأبرياء من العراقيين بغض النظر عن هويتهم أو مذهبهم نؤكد على مسؤولية نظام إيران بدعم وتسليح الميليشيات الطائفية المتهمة بارتكاب جرائم قتل وتطهير عرقي ضد العرب المسلمين السنة في العراق.
لذلك نجدد هنا المطالبة بفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها
ولاننسى تذكير ظريف بالدور الفضح الذي قم به نظام ملالي إيران في دعم نظام بشار الأسد في سوريا وما نتج عن ذلك من قتل وتشريد لملايين السوريين ناهيك عن التدخلات الإيرانية المفضوحة في اليمن ودعم الحوثيين الذين تسببوا في حرب أهلية مدمرة.
كذلك دعم إيران لحزب الله في لبنان وتأثير ذلك على استقرار لبنان وسيادته واستمرار سياسات إيران الطائفية التي تساهم في إشعال الفتن والصراعات في المنطقة.
اذن هذه رسالة مفتوحة إلى وزير خارجية إيران الأسبق ونقول له ان ذاكرة الشعوب لا تشيخ
فحين يعتلي الدبلوماسيون المنابر في قاعات الدوحة يتحدثون بلسان “المظلومية” ويدعون إلى “طيّ الصفحات” و”الحوار الإقليمي” وغيرها من العبارات التي يستخدمونها كلما تأزمت اوضاعهم وكأن التاريخ بدأ اليوم والدماء التي سالت في عواصمنا العربية كانت مجرد حبرٍ سُكب بالخطأً. نعم معالي الوزير لقد سمعنا حديثكم عن “الجوار” و”الأمن المشترك”، ولكن الأرض التي تمشون عليها وتتحدثون عن أمنها، تصرخ بما لا تملكون الجرأة على إجابتها.
نحن نجيبك نيابة عن ملايين الصامتين والمغيبين من العرب والمسلمين ونسألك بلسان الحال من الذي صافح “الشيطان الأكبر” وتحالف معه تحت الطاولة في 2003 لتسهيل احتلال العراق؟ من الذي ملأ الفراغ فور سقوط بغداد لا لبناء الدولة، بل لتفكيك نسيجها الاجتماعي؟ من الذي جعل من العراق ساحة لتصفية حساباته الدولية، وحوله من “البوابة الشرقية” الحامية، إلى حديقة خلفية تعيث فيها الميليشيات الطائفية فساداً؟
حديثكم عن “الوحدة الإسلامية” يتلاشى عند أسوار المدن التي غُيّرت ديموغرافياً. نسألك: من الذي هجّر أهالي “جرف الصخر” ومنعهم من العودة حتى اليوم؟ من الذي قاد حملات التطهير الطائفي في بغداد وكركوك وديالى وصلاح الدين؟ من الذي أسس ودعم وموّل الفصائل التي خطفت مئات الآلاف من أبناء المسلمين السنة وغيبتموهم ثم قتلتموهم بشكل جماعي
تتباكون على علمائكم ؟!ولكننا نسأل: من الذي شن حملة ممنهجة فور احتلال العراق لتصفية العلماء العراقيين واستهدف العقل العراقي”؟ من الذي اغتال مئات الطيارين العراقيين الذين حموا سماء العرب يوماً؟ من الذي لاحق علماء الذرة والفيزياء والأكاديميين العراقيين في الشوارع والجامعات لقتلهم بدم بارد، لضمان أن يبقى العراق بلا عقل يديره، وبلا درع يحميه؟
من.. ومن.. ومن؟
القائمة معالي الوزير الأسبق تطول ولا تتسع لها قاعات المؤتمرات في الدوحة او غيرها ويحق لنا ان نسألك يا جواد ظريف كمتضررين من سياسات ملالي طهران!!
من الذي حول صنعاء السعيدة إلى مدينة للأشباح والفقر؟ ومن الذي دعم النظام الذي قصف شعبه بالبراميل المتفجرة في سوريا وهجر الملايين؟
ونسأل من الذي عطل الحياة السياسية في لبنان ورهن مصير بيروت بقرار “الولي الفقيه”؟
يا سيد الدبلوماسية التي اثبت انت بكلمك انها فاشلة إن الابتسامات العريضة والكلمات المنمقة عن “السلام” قد تخدع البعض في أروقة السياسة بالسابق لكنها لا تخدع أماً ثكلى في الموصل، ولا يتيماً في حلب ولا مهجراً في تعز ولا مستضعفا مضحوك عليه طائفيا في جنوب لبنان!
إن الطريق إلى “أمن إقليمي” حقيقي ياسيد ظريف لا يمر عبر الشعارات الفارغة المستهلكة التي اثبتت الوقائع على الارض انها كاذبة للنخاع لان الامن الإقليمي يمر عبر الاعتراف بالذنوب ورفع اليد عن عواصم العرب بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت وغيرها والتوقف عن تصدير الثورة الفاشلة إلينا بدلاً من تصدير التنمية. حتى ذلك الحين وفروا خطاباتكم فالتاريخ قد دوّن والذاكرة العربية لن ولا تنسى.
