د. بهاء الياسين: من يجهل قدر العراق ..سقط من مقامه وإن علا

في واقعة مؤلمة ومشينة ، تفوه رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني خلال جلسة رسمية أو شبه رسمية بعبارة “أبول على العراق”، في لحظة لم تكن مجرد انفعال ، بل اختزالاً لسقوط أخلاقي مدو لا يليق بمن يتصدر أعلى هرم تشريعي في الدولة .
أمام هذا المشهد ، نكتب للوطن ، لا للأشخاص:
بولٌ… بولٌ يا ابنَ الذيولِ
خانك لفظُك بينَ العقولِ
هل كنتَ تملكُ ذرّةَ حبٍّ
للأرضِ، للتاريخِ، للأصولِ ؟
العراق ليس دولة طارئة على الجغرافيا ولا ضيفاً ثقيلاً على الحضارة . العراق وطن تأسس على دماء الشهداء ، ومشى على رفاته الأنبياء، ونقش تاريخه في عمق الزمان قبل أن يعرف شيء اسمه “منصب سياسي”.
أن يساء لهذا الوطن من داخل البرلمان ، وعلى لسان من يفترض به أن يحمي هيبته ، هو عار سياسي وأخلاقي لا يغتفر .
وإننا إذ نعبر عن رفضنا الكامل لهذه الإهانة ، نؤكد :
1. أن كرامة العراق فوق جميع الأشخاص والمناصب ، ولا يمكن السكوت عن من يدنسها ولو بكلمة .
2. أن من يستهين بشعبه وتاريخه لا يملك الحد الأدنى من الأهلية لتمثيله .
3. أن الاعتذار ليس كافياً ، بل المحاسبة هي الفعل الذي يحفظ للدولة مكانتها.
إلى صاحب المقولة نقول :
إن لم تعرف قدر العراق ، فليس ذنب الوطن أن يكون مقامك أعظم من قامتك ..
فلتسقط الأقنعة ، ولتسقط الزعامة حين تتغطى بالجهل .
وليعل اسم العراق ، وإن سقط تحته المنافقون والمتاجرون والطارئون .
ختاماً ، نبتهل الى الله ان يحفظ العراق من السفهاء ، كما يحفظه من الاعداء .
وأن يبقى علم العراق عالياً ، وإن سقطت من تحته أقنعة وعمائم وألقاب ..
والسلام على من يعرف للعراق قدره ،
العار للجاهل وإن لبس تاجاً