دنماركيون وسويديون يتجهون بالقطار نحو جبال الألب بدلًا من الطيران
يورو تايمز / كوبنهاغن
انطلقت يوم الجمعة من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن رحلة قطار خاصة باتجاه مدينة إنسبروك النمساوية، على متنها نحو 200 دنماركي و200 سويدي، في تجربة جديدة للسفر السياحي عبر القطار بدلًا من الطيران، ضمن توجه متزايد نحو السفر المستدام والمراعي للمناخ.
تجربة بديلة عن الطيران
القطار السياحي “تشارتر” المخصص لهذا الخط يوفر عربات نوم ومطاعم، ولا يتطلب تغيير القطار في المدن الكبرى مثل هامبورغ، رغم أن الرحلة تستغرق نحو 21 ساعة مقارنة بساعتين فقط بالطائرة.
يقول أحد المسافرين، باتريك روزنكير، الذي يسافر مع عائلته المؤلفة من ستة أفراد:
“نحن متحمسون جدًا لهذه الرحلة، سنأكل وننام ونستمتع بمناظر الطبيعة في ألمانيا، ونعتبرها جزءًا من العطلة نفسها.”
دافع بيئي قوي
العديد من المسافرين أعربوا عن رغبتهم في تقليل انبعاثاتهم الكربونية كجزء من توجههم نحو نمط حياة أكثر استدامة. تقول السويدية ستيـنا بوليندر، التي تسافر مع عائلتها:
“اخترنا السفر بالقطار بسبب التغير المناخي، ولأجل مستقبل أطفالنا.”
التكلفة الإجمالية للرحلة بلغت نحو 6,000 إلى 7,000 كرونة دنماركية للشخص الواحد، وتشمل السفر والإقامة لمدة أسبوع مع وجبات نصفية.
طلب متزايد على رحلات القطار
شركة “روبي ريسر” المنظمة للرحلة أكدت أن الطلب يتزايد بسرعة، وأن أولى تجاربها العام الماضي لاقت نجاحًا لافتًا. ويقول مورتن ماير، مدير المنتجات في الشركة:
“بدأنا بتجربة بسيطة العام الماضي، لكن المقاعد نُفدت بسرعة، وهذا العام خصصنا قطارًا كاملًا.”
رحلات القطار تمثل الآن 20٪ من نشاط الشركة، بعدما كانت تشكل فقط 5٪ قبل بضع سنوات.
تحديات لوجستية
رغم الطلب المتزايد، تواجه الشركات المنظمة صعوبات في إيجاد مواعيد مناسبة على السكك الحديدية المزدحمة، خاصة في ألمانيا.
يقول ماركو أندرسون، المدير التجاري لشركة “Snälltåget”:
“نحن نأتي بعد قطارات الشحن والقطارات الوطنية، وهذا يحد من عدد الرحلات التي يمكننا تشغيلها خلال النهار.”
نمو كبير في حجوزات القطارات للخارج
بحسب شركة “DSB” الدنماركية، زادت حجوزات القطارات الدولية بنسبة 59٪ منذ عام 2019. كما أفادت شركة “Togrejse.dk” بأن رحلات الصيف غالبًا ما تُباع بالكامل بحلول مارس أو أبريل.
مستقبل واعد: رحلات ليلية مباشرة من كوبنهاغن إلى أوروبا
تعمل شركات السكك الحديدية على إطلاق رحلات ليلية مباشرة من كوبنهاغن إلى وجهات أوروبية رئيسية مثل بازل في سويسرا، برلين وبراغ، ما يسهل السفر دون الحاجة لتبديل القطارات.
يؤكد أولريش البريختسن من “Togrejse.dk”:
“الكثير من المسافرين يرغبون بالوصول إلى باريس وجنوب فرنسا، ولهذا نوصي بالسفر ليلًا والوصول صباحًا للالتحاق بالقطارات السريعة (TGV).”
عوائق بنيوية
ليندا كريستنسن، باحثة في النقل من جامعة DTU، تؤكد أن عددًا أكبر من رحلات القطار لن يكون كافيًا إذا لم يتم تحديث الشبكة الأوروبية، خاصة في ألمانيا.
وتقول:
“المشكلة تبدأ عند المرور جنوب هامبورغ، حيث تزداد الازدحامات. أوروبا بحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية للسكك.”
