فرنسا تحذّر من مخاطر الغرق وسط موجة حر شديدة وتكثّف التدابير الوقائية

يورو تايمز .. باريس
مع تفاقم موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد منذ أواخر يونيو، ازدادت معدلات الغرق في المياه الداخلية والساحلية، ما دفع السلطات الصحية والمحلية إلى رفع مستوى التحذير والمراقبة لمنع وقوع مزيد من الحوادث.
أفادت مصادر من محافظة إيزير بأنه تم تسجيل غرق طفلين مؤخّرًا في نهر محلي خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد أثارت هذه الحوادث موجة قلق دفعت لإرسال تحذيرات مباشرة إلى العائلات وحثهم على مواصلة البقاء ضمن مناطق السباحة المرخّصة فقط. وقد أكدت المحافظة أن “بات من الضروري احترام الإشارات التحذيرية والسباحة في مناطق مراقبة” بسبب الخطر المتزايد الذي تشكله الأجسام المائية، حتى اللوائح المعتادة لم تعد كافية في ظل الحرارة اللاهبة.
وبناءً على تقارير تم جمعها بعد موجات حر سابقة، فإن موجة مماثلة عام 2015 أدت إلى تسجيل 212 حالة غرق في غضون أسبوعين، وتسببت في 66 وفاة، أي ما يقارب خمسة وفيات يوميًا، ما يؤشر إلى خطورة الظرف الحالي وحاجتنا لتفهم حجم هذا الخطر.
ويظهر أن تخفيف قيود السباحة أثناء هذه الظروف لا يقلّ خطرًا عن موجة الحر نفسها، إذ يمكن لدرجات الحرارة العالية أن تقلّل من قدرة الجسم على التحمل، خاصة في مياه شديدة البرودة أو ألعاب مائية مفاجئة، مما قد يتسبب في صدمة مائية حادة (hydrocution) تؤدي إلى فجائية فقدان الوعي لدى الشخص.
لتعزيز الوقاية، بدأت بعض المناطق، مثل “île de Loisirs” في Sergy‑Pontoise قرب باريس، بتطبيق تقنيات حديثة مثل إطلاق طائرتين من دون طيار (درونز) لمراقبة النزهات حول المياه الكبيرة، وذلك إلى جانب نشر فرق الإنقاذ البشري لتعزيز السلامة أثناء السباحة.
خلفية وتحليل
في فرنسا، يتم تسجيل ما يقارب 1000 حالة غرق سنويًا، منها ما يترواح بين 400 حالة وفاة و600 حالة تدخل المستشفى، وفق بيانات عام 2021 من مؤسسة Santé Publique France. وتتوزع الحالات على الشكل التالي:
غالبية الحوادث تقع عند المسنين والأطفال تحت سن السادسة، وما يقارب 43 % من الضحايا فوق 45 عامًا و14 % دون 6 سنوات.
وبالطبع يرتفع عدد الحوادث الطبيعية والتلوث البيولوجي والكيميائي في الأماكن غير المراقبة، مما يجعل منع السباحة خارج المناطق الرسمية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
توصيات السلطات
حذّرت الأجهزة المختصة من المخاطر المرتبطة بالسباحة في أماكن غير مخصصة أو غير مراقبة، وأوصت بما يلي:
- تجنّب التعرّض لمياه برّدة مفاجئة أثناء حرارة الجو لتفادي الصدمة
- السباحة فقط ضمن المناطق المحمية والمراقبة
- البقاء على معرفة بحالة الطقس ومستوى الأمان في المكان
- استخدام وسائل إنقاذ ومراقبة متطورة مثل طائرات الدرون لرفع مستوى السلامة على الشواطئ الاصطناعية والأنهار