آراء

فتاوى الدم في خدمة الحرس الثوري الإيراني!

كتب / المحرر السياسي لـ يورو تايمز

في خطابٍ مشتعل، رحّب الخطيب المقرب من المرشد الإيراني علي رضا بناهیان بفتاوى صدرت عن المرجعين الشيعيين ناصر مكارم شيرازي وحسين نوري همداني تقضي بتكفير الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واعتبارهما “محاربَين”، ودعا كل مسلم “في أي مكان من العالم” إلى قتلهما.

قد يبدو الخبر تفصيلاً عابرًا في زحمة الاحداث العالمية المتشابكة، لكنه في الواقع تحذير استراتيجي بالغ الخطورة. فالفتاوى في النظام الإيراني ليست خطابًا دينيًا مجردًا، بل تصريح عمل لشبكة واسعة من العملاء والخلايا النائمة تمتد من أميركا إلى أوروبا.

آلة عابرة للحدود

لقد أحبطت أجهزة الأمن الغربية خلال العامين الماضيين عدة مخططات اغتيال دبرها الحرس الثوري الإيراني؛ بينها قضية “القتل مقابل المال” في نيويورك عام 2024، وعمليات تمويل وتجهيز في بريطانيا وألمانيا.

كما حذرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية من نشاط “خلايا إيرانية خاملة” تستكشف حركات الاحتجاج والجامعات لاستهدافٍ محتمل

هنا يأتي دور الفتوى: فهي تمنح التبرير العقائدي لأي عنصر منفرد أو شبكة منظمة لتنفيذ العنف، وتختصر المسافة بين “النية” و”الفعل”.

أوروبا في مرمى النيران

لا تزال أوروبا النقطة الأضعف؛ إذ تخشى عواصمها تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية كاملة، مكتفية ببيانات إدانة متفرقة. هذا التردد يمنح طهران هامشًا ماليًا وقانونيًا للعمل، وتم الكشف مؤخراً عن قيام النظام الايراني بتجنيد زعيم شبكة فوكستروت الاجرامية في السويد الهارب حالياً الى ايران، وحثه على تنفيذ العديد من العمليات الارهابية في السويد ودول اوروبية اخرى لصالح النظام الايراني ، مقابل توفير الحماية له، وعدم تسليمه الى السلطات السويدية، وكشف الاعلام السويدي قبل يومين عن مخاوف من تنفيذ عمليات بواسطة الطائرات المسيرة على اهداف يحددها النظام الايراني في السويد.

خط أحمر بالحبر الفقهي

فتوى “المحاربة” الجديدة ليست خطبة عابرة؛ بل إشارة عملياتية تتزامن مع تنامي القدرة اللوجستية للحرس الثوري. وما لم تُقابل هذه الفتاوى بحزمٍ منظَّم، فإنها ستتحوَّل في القريب العاجل إلى منهاج عمل فعليّ لخلايا طهران النائمة في الغرب، بما يعني تصاعداً مُتوقَّعاً لعمليات تخريبية أو اغتيالاتٍ الهدف منها فرض «ردعٍ متبادَل» بالقوة. أيّ تهاون أوروبي أو أميركي سيُقرَأ في طهران باعتباره دليلاً على ضعف الإرادة، فيطلق يد الحرس الثوري ووكلائه للمضيّ أبعد في الإرهاب. المطلوب رقابةٌ صارمة على الخطاب الموالي للنظام الإيراني داخل أوروبا والولايات المتحدة، مع مساءلةٍ جدّية لأتباعه قبل أن يرتكبوا كارثةً جديدة؛ فمن أمِنَ العقاب أساء الأدب، ومن يسلم من المحاسبة يذهب بعيداً في إجرامه.












زر الذهاب إلى الأعلى