آراء

نزار العوصجي: نحن شعب سرقتنا العمائم

لم يستولي الإمام علي عليه السلام بعد فتح مكة على أملاك أبو جهل ، او على بيت أبو سفيان ، باعتبارهم أعيان قريش ، او من ازلام النظام البائد !!
كان بإمكانه ان يتخذ من بيت أبو سفيان مقراً له بشكل رسمي ..
كان بإمكانه ان يضع يده على املاك أبي جهل او غيره من سادة قريش ..
كان بمقدوره ان يستولي على محيط الكعبة و يفتح فيها أسواقاً من خوص ، و يؤجرها مقابل ثمن يتحكم به ..
كان بامكانه ان يأخذ مائة ناقة او بعير من بيت المال ، جزاء خدمته الجهادية ..
و بأعتباره صهراً لقائد الأمة الجديد ، كان بمقدوره أن يفتح مكتب للوساطة و تسهيل الأجراءات مقابل مئات الدنانير ..
كان بأمكانه ان يجمع بني هاشم و العباس في منطقة “خضراء” بجانب البحر الأحمر ، و ان يضع على أبوابها عشرات الجند ، و يتقاسمون بيت المال فيما بينهم !!

نقول لسياسيي الأحزاب اللا دينية :
هل جاهدتم و ضحيتم أكثر من أمير المؤمنين علي عليه السلام ؟!
ام أنكم تتخذون من الإمام علي دعاية و ستاراً لما تفعلوه الآن ، من سرقة و نهب للمال العام و الخاص ؟!
كان عليٌ مهدداً ، لكنه عاش وسط الناس ، دون ان يخصص لنفسه حماية تحميه !!
كان عليٌ فقيرا ، و لكن اغنى نفسه بحب الله و طاعته و خشية معصيته !!
كان مدينة للعلم ، لكنه عاش متواضعاً في خدمة الناس أجمعين !!
يا أدعياء التدين و الأنتساب الزائف لأهل بيت النبوة الأبرار ..
الإمام علي و أصحابه و أهل بيته براء منكم ، و من دجلكم و شعوذتكم إلى يوم الدين ..

نقول بمرارة .. للأسف نحن شعب سرقتنا العمائم ، و أخذت كل الغنائم ، رغم أدعائها بالخمس و الزكاة ، دون ان نلمس منها يوماً ، إي صلاح او فلاح ..
نحن شعب فينا العالم و المتعلم ، و الجاهل الساذج المتلطم ..
و إن سألته لماذا يلطم و يلطخ رأسه بالطين تارة ، و يزحف على بطنه تارة أخرى ، و يقبل اقدام عدوه ، لمجرد أنه جاره ، الذي جاء كي يراه كيف يلطم ، و ليس حباً أو إيماناً بمن يلطم عليه ؟؟
لأجابك ، هكذا علمونا ، هكذا اوصونا ساداتنا ، و لا يعلم شيئاً غير ذلك ..
المصيبة إن الذي يلطم قد لا يعمل ، و قد لايملك لقمة عيشه ، و قد يعاني من الفاقة ، و يسكن في خيمة او كوخ ..
قد يعمل على الرصيف بما يتيسر له ، و يسكن دون ماء او كهرباء او خدمات ..
لكنه لايسال السيد ، هل مثله يعيش هو أو أولاده دون مأوى ، و جيبه خالي من المال ، كما هو الحال عنده ؟؟

آسف على تقليب المواجع ، لكني لذلك كله اسميته بالجاهل الساذج ، فقد نسي أن هناك خالق خلقه ، و خلق السيد الذي انساه من هو الخالق ..
لذا ادعوك أن تنسى صنم اسمه السيد و تعود لتعبد الخالق ، و تسمع منه و تقرا قرآنه ، و تتذكر أن الحسين عليه السلام ، هو حفيد رسول الخالق ﷺ ..
كما أحببت أن أذكرك بأنك حر و لست عبداً لسيد ، فزمن العبيد ولى بقوة ايمان المخلوق بالخالق ..
و تذكر أنك تعيش في وطن خيراته لك ، خيراته التي يستولي عليهأ السيد ، فيأخذها بل يسرقها بإسم الدين ..
لذا فهو متنعم و انت و ابنائك غاطسون في الفقر و الحرمان و الحاجة ..

اتقوا الله يا عبيد من اسميتموهم انتم بالسادة ، و تركتم لهم كل شئ ففرحوا به و أخذوه ، و تركوا لكم ما يخدرون به عقولكم من اللطم و الحزن ، و يستحلون به اعراضكم من زواج المتعة ..
منحتموهم فرصة تربيتكم على الحقد و الانتقام من اي انسان ليس على ملة سادتكم المزيفون ..
افيقوا و تحرروا لأن يوم اللقاء مع الخالق الجبار ، لا ينفعكم ساداتكم و لا ينفعكم ندم ، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى