سحبان فيصل محجوب: أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً

على مدى أكثر عقدين من الزمان تكررت دعواتنا إلى الجهات ذات العلاقة بضرورة التوجه نحو إستغلال الطاقات المتجددة المتوافرة في العراق وفي مقدمتها الطاقة الشمسية ، للأسف خلال هذين العقدين الماضيين لم تسجل أي استجابة جادة لهذه الدعوات المتكررة لتأمين سد الفجوة الحاصلة بين الانتاج الوطني للكهرباء والطلب المتزايد عليها حيث اقتصرت الاستجابة المنتظرة على الكثير من التصريحات الإعلامية المتتالية دون أي نتائج فعليّة على الأرض .
الآن وأخيراً و في خضم الأزمة الكهربائية الحالية والتي تشهدها قطاعات واسعة في العراق لأسباب و عوامل معروفة وبعد أن وصلت الحلول التقليدية إلى مرحلة اللاجدوى وأمام تفاقم معاناة المواطنين من آثار التدني في مستوى خدمة تجهيز الطاقة الكهربائية ظهرت في الساحة استجابات واضحة وجادة على تبني الجهات المعنية العمل على تنفيذ مشاريع لانتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بسعات كبيرة و في مواقع متعددة من العراق بالاضافة إلى توفير عوامل وشروط جديدة وعملية باتجاه تشجيع التوجه إلى انشاء منظومات الطاقة الشمسية في المنازل و المدارس وكذلك المباني الحكومية والتي سوف يكون لها تاثير واضح ومباشر على توفير الدعم اللازم للمنظومة الوطنية العامة للكهرباء ، وعلى الرغم من التساؤلات المشروعة والتي تفرض نفسها الآن والتي تتلخص في اسباب ضياع الكثير من الفرص والأموال التي خصصت لتعزيز الشبكة الكهربائية وعدم الاكتراث للدعوات الخاصة باستغلال الطاقات المتجددة والتي اطلقها العديد من الخبراء والمتخصصين في مجال الطاقة على طوال السنوات الماضية إلا اننا لايسعنا إلا أن نسطر المثل الإنكليزي القائل (Better late than never ) .
مهندس إستشاري