موفق الخطاب: تحت المجهر.. نار مستعرة تحت الرماد

منذ أول حرب نشبت بين الكيان الصهيوني و الدول العربية في عام 1948، و حرب / نكسة حزيران 1967، و حرب اكتوبر/ 1973 و المذابح بالعشرات التي طالت الابرياء العزل من الشعب الفلسطيني ،منها مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا و الرصاص المصبوب و مذبحة الحرم الإبراهيمي وغيرها من المذابح ، و لغاية الساعة لم تشارك إيران أو جمهورية إيران الإسلامية سمها ما شئت بجندي واحد ولم تثار منها طلقة واحدة على ذلك الكيان بل حتى لم تستنكر ذلك ولم نسمع منها يوما انها قدمت احتجاجا او شكوى ضد الكيان الصهيوني في مجلس الأمن.!
وحتى عندما ان اندلعت زلزال طوفان الأقصى فهي لم تناصر أهل غزة ابدا منذ عام ونصف ولن نشاهد تحرك فيلقها وفصائلها لنصرتهم!! وما مدتهم به من أموال فهي من خيرات العراق لتوريطهم امام قوة لا طاقة لهم بها وبقيت على التل متفرجة على مأسي اهل غزة وحتى حليفها الاستراتيجي حزب الله عندما مسحت بهم الارض وصفت كل قياداتهم !! ولو استخدم النظام الايراني ولو ليوم واحد او لساعات فقط قوته الصاروخية ومسيراته مثلما فعلت مؤخرا في حربها لما استمرت مأساة غزة ولما تدمرت بشكل كامل ولما استشهد من اطفالها واهلها اكثر من 60 الف شهيد ولتغير المشهد تماما ، لكنه في خضم مذبحة غزة وقبلها فقد كان فيلقها وجنرالاتها منشغلون بدعم المجرم بشار الأسد وبإيقاع المجازر في سوريا و إنتهاك سيادة العراق بعشرات المليشيات والفصائل التي تعمل بإمرتها،وكذلك بدعم الحوثي في اليمن ليزعزع أمن الخليج .
والأدهى من ذلك كانت تحث قيادات حركة حماس على الصبر و المقاومة وعدم الجلوس الى طاولة المفاوضات حتى اوردوهم المهالك ولا نقلل من بطولاتهم بل اردنا ان نوضح للرأي العام الورطة الكبيرة التي وقعت فيها حماس بعد انن تركتها لوحدها في الساحة ..
في الجانب الاخر و خلال 12 يوما فقط رضخت إيران مع اول طلب هاتفي منها لوقف اطلاق النار دون تردد!
ونحن نعرف كيف كان تعنتها في حربها مع العراق عندما رفضت كل القرارات الاممية مما اطال امد الحرب الى ثماني سنوات عجاف..
نعم فقد رضخت مع اول طلب حتى انه لا يوجد اي اتفاق رسمي موقع بين الاطراف لوقف القتال ليقينها ان اطالة امد الحرب ليس في صالحها ، و ستقبل بكل الشروط وبالتأكيد لن تكون غزة ولا القضية الفلسطينية ولا المسجدالأقصى ولا حزب الله ولا الحوثي ولا ذيولها هدفا أسمى لها في التفاوض بل ستتفاوض بالاحتفاظ بجزء من برنامجها النووي ومسألة فك الحصار الاقتصادي والابقاء على مرشدها و مصالحها وتواجدها هنا وهناك ..
وما علينا الا الانتظار لمشاهدة الفصل الثاني من العرض..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز