موفق الخطاب: تحت المجهر.. حفل مختوم بنكهة البارود

بعد ان وضعت الحرب اوزارها يحتفل الفرقاء بالنصر وكل على طريقته
لكن دعونا نبحث في معايير النصر لكل طرف من هذه الاطراف
في حرب ال 12 يوم بين الثالوث العدواني كل من الكيان الصهيوني والنظام الايراني وأمريكا :
1- فالكيان الصهيوني يعتبر أن اختراق و تصفية الخط الأول من القادة العسكريين والعلماء وبعضهم في عقر داره وتفوقه الجوي والاستخباري وجواسيسه التي قد تخللت كل مفاصل النظام مما اربكهم وجعلهم في ذهول، وكذلك تعطيل البرنامج النووي ومنصات الصواريخ هو نصر عظيم وعمل كبير يستحق الاحتفال.
2- النظام الايراني يقيم الاحتفالات ويعلن النصر بعد أن حطم بتصوره خرافة القبة الحديدية وامطر تل أبيب وعدة مدن اسرائيلية بوابل من المسيرات والصواريخ وأحدث خرابا في مدنهم لم تشهده منذ عام 1948 واهم من ذلك انه يحتفل عندما حافظ على رأس المرشد والنظام من التفكك وضبط وضعه الداخلي من الانهيار .
3- أما أمريكا والرئيس ترامب الطرف المحرك والمهيمن على مجريات الحرب فهو كمن بيده جهاز التحكم عن بعد وهو جالس بأريحية يشاهد و يوجه عن بعد واستطاع أقناع الدول الكبرى بضبط النفس دون الانجرار مع اي طرف وخاصة مع الجانب الايراني .
وهو الطرف الوحيد الذي يحق له الاحتفال بعد أن اعطى درسا لنتنياهو وغطرسته بأنه أضعف من أن يقف بوجه أي دولة بدونه وهو وحده يتحمل النتائج ولا محالة انه سيخرج بعد هذا الدمار من المشهد السياسي ، وكذلك ضحك على ايران واثبت لها انه أكثر منها مكرا وخادعا ويجيد التقية التي هي نهجهم حينما تلاعب بالألفاظ حتى باغتهم الكيان الصهيوني واربكهم وكذلك حينما غافلهم و قصفهم على حين غرة وأخرج عدة مواقع نووية عن الخدمة، وقبلها عندما ورط الطرفين في حرب سيعانون من نتائجها عندما تذهب نشوتهم دون أن يضحي بجندي ولا مدني واحد ، ثم ارغمهم بحزم على وقف القتال، وسيملي على النظام الايراني حصرا شروطه في خيمة عُمان والتي ستكون لا محالة قاسية.
وأخيرا كل ما جرى من تبادل تصعيد اعلامي ثم الدخول في حرب ضروس بين الأطراف، وما سيجري من هدنة ومفاوضات فلن تكون القضية الفلسطينية ولا معاناة أهل غزة على جدول اعمالها وانما هي شماعة ولم تعد لها حاجة في ادراجها في جدول المفاوضات.
هذا ملخص في أسطر خلاصة ما جرى ولننتظر ولا نستبق الاحداث ..