آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: خيارات ملالي طهران بعد مسرحية الاشتباك الأخيرة

هذا المقال يعرض رؤية تحليلية لوضع إيران الجيوسياسي في ظل المتغيرات الدولية، من خلال مقارنة بين نموذج اليابان ونموذج العراق، مع تسليط الضوء على محور روسيا والصين وكوريا الشمالية، واستشراف ملامح النظام العالمي الجديد.

التحليل الاستراتيجي للمضمون

1.⁠ ⁠إيران أمام مفترق طرق مصيري
النص يحدد بوضوح أن إيران باتت أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاستسلام المرن والانخراط في النظام الدولي (نموذج اليابان) أو المكابرة حتى السقوط الكامل (نموذج العراق بعد احتلاله).

2.⁠ ⁠النموذج الياباني رغم وجود اختلاف كبير بين ماحدث لليابان التي شنت الحرب على اوربا ولاحقا امريكا وبعد ضرب مدنها بالقنابل الذرية حينها اجبرت على الانسحاب التكتيكي من الصراع بعد الحرب العالمية الثانية وفرض عليها التخلّي عن المواجهة العسكرية وتحوّلت إلى قوة اقتصادية هائلة من خلال التحالف مع أمريكا والغرب والنتيجة تقدم وازدهار دون تهديد للوجود.

3.⁠ ⁠النموذج العراقي العراق لم يشن حرب على احد ومع ذلك استهدف من قبل أمريكا والغرب وفرض عليه الحصار القاسي وان يبقى دون غطاء فالعراق بعد احداث الكويت تمسك بالشعارات الثورية و لم يحظَ بتحالفات فعالة ولا توازن قوة والنتيجه كانت احتلال العراق بالكامل بعد 12 عامًا من الحصار الظالم .

4.⁠ ⁠أوهام التحالفات الشرقية فإيران تعتقد أن روسيا، الصين، وكوريا الشمالية تشكل محورًا يوازن أمريكا الواقع ينقض هذا الاعتقاد فهذه التحالفات لا تردع ولا تحمي أحدًا، هي مجرد توازن هش.

5.⁠ ⁠تحولات النظام العالمي تفرض تغيرًا إيرانيًا حيث هناك نظام عالمي جديد قيد التشكّل، تحكمه المصالح وليس الإيديولوجيا فإيران لن تبقى ضمن هذا النظام إن تمسكت بخطابها الثوري فالواقع الجديد يجبر إيران على التكيّف أو الإزاحة.

الاستنتاجات الرئيسية
1.⁠ ⁠نهاية صلاحية الشعارات الثورية فالخطاب الإيراني القائم على “الموت لأمريكا” و”الثورة الإسلامية” لم يعد مجديًا فالأنظمة الناجية هي التي تعيد تعريف نفسها استراتيجيًا.

2.⁠ ⁠إيران ستضطر عاجلًا إلى إعادة التموضع
والبقاء في صراع مع أمريكا دون دعم حقيقي لن يؤدي إلا إلى الإنهاك والانهيار وإيران مضطرة إلى مراجعة تحالفاتها وخطابها الداخلي والخارجي.

3.⁠ ⁠الاصطفاف مع روسيا والصين ليس ضمانًا وهذه القوى تتصرف حسب مصالحها فقط.روسيا مثلًا لم تحمِ صدام ولا بشار إلا بقدر ما يخدم مصالحها التكتيكية.

4.⁠ ⁠الفرصة الأخيرة: التفاوض من موقع الضعف قبل الانهيار فإيران لا تزال تمتلك هامش مناورة، لكنها تتقلص بسرعة.وكل تأخير في الانخراط الواقعي يزيد من احتمالات التآكل الداخلي أو الضربة الخارجية.

خيارات النظام الايراني استراتيجية
1.فتح حوار مباشر مع الغرب دون وسطاء، شرط حفظ ماء الوجه.
2.إعادة تعريف الخطاب الرسمي الإيراني بما يتماشى مع الواقعية السياسية.
3.فك الارتباط الأيديولوجي عن وكلاء إقليميين مرهقين (مثل الحوثيين وبعض فصائل العراق).
4.تحول تدريجي من سياسة “الثورة الدائمة” إلى “الدولة المتقدمة”.
5.الاستفادة من النفوذ الإقليمي كأوراق تفاوض لا كوسائل مواجهة.

الرسالة الأساسية أن إيران وصلت إلى مرحلة الاختيار الحاسم:
إما أن تتحول إلى يابان جديدة في الشرق الأوسط عبر البراغماتية، أو تُعاد تجربتها لتكون عراقًا جديدًا في ذاكرة التاريخ.
وما لم تدرك أن الشعارات لا تحمي الأنظمة في عالم المصالح المتغيرة، فسيكون مصيرها مرهونًا بسيناريوهات الانهيار أو التقسيم.

جميع المقالات تعبر عن رأي تابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى