د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هل اقتربت الضربة الأمريكية البريطانية فعلاً ام هي استعراض للعضلات؟

في قراءة متأنية دقيقة لما يتم نشره عالميا أثار خبر تأهب حكومة كير ستارمر لتحرك عسكري أمريكي محتمل ضد إيران موجة من التساؤلات حول توقيت هذا التصعيد، وأهدافه، ومن يقف خلفه. ومع وجود إشارات ضمنية إلى تورط إسرائيلي وارتباطات بالتحالف الغربي، يبدو أن الملف الإيراني عاد مجددًا إلى الواجهة، ولكن هذه المرة بنكهة أشدّ خطورة.
خلفيات التصعيد
الملف النووي الإيراني
•تعثرت المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، وسط تسريبات عن رفع طهران لمستويات التخصيب إلى ما يقارب العتبة العسكرية (90%).
•إسرائيل تصعّد تحذيراتها من أن إيران باتت “على بعد أسابيع” من إنتاج قنبلة نووية.
الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا
•تصاعدت الهجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة (خاصة من قبل مجموعات مرتبطة بالحشد الشعبي والحوثيين).
•واشنطن باتت تعتبر إيران مسؤولة بشكل غير مباشر، ما يدفعها لردع أوسع.
التحولات السياسية في بريطانيا
•وصول كير ستارمر إلى رئاسة الوزراء (كما يشير الخبر) يطرح تحالفاً أوثق مع واشنطن والناتو.
•بريطانيا قد تُستخدم لتوفير الغطاء السياسي واللوجستي لأي ضربة غربية.
الملف الإسرائيلي
إسرائيل تخوض مواجهة ممتدة في غزة، وتشعر أن الضربات ضد “محور المقاومة” يجب أن تشمل إيران، باعتبارها الممول والمخطط الرئيسي.
السيناريوهات المحتملة للتحرك العسكري
-ضربة أمريكية محدودة استهداف منشآت نووية أو قواعد للحرس الثوري بطائرات الشبح أو صواريخ كروز مرتفعة (خاصة إذا فشلت الدبلوماسية تمامًا)
-تنسيق ثلاثي (أمريكي – بريطاني – إسرائيلي) ضربات متزامنة وموزعة بإشراف تحالف غربي-إسرائيلي متوسطة
-ضربات إسرائيلية بدعم أمريكي لوجستي إسرائيل تتصرف منفردة ميدانيًا، بدعم أمريكي استخباراتي وتكنولوجي مرتفعة
-رد شامل إيراني يؤدي إلى حرب إقليمية إيران ترد بضرب الخليج، إسرائيل، والقواعد الأمريكية منخفضة ولكن خطيرة
الأهداف الاستراتيجية المحتملة
•منع إيران من امتلاك سلاح نووي نهائيًا.
•كبح أذرع إيران في المنطقة (الحوثيين، الحشد الشعبي، حزب الله).
•تعزيز صورة الردع الأمريكي بعد الانسحاب من أفغانستان وفشل احتواء روسيا.
•تمهيد لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط في ظل صعود الصين وروسيا.
ما الذي يحدد توقيت الضربة؟
•نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة (الإدارة الحالية قد تسعى لضربة لضمان موقف قوي أمام الجمهوريين).
•حجم الاستفزاز الإيراني أو الاستهداف المباشر لمصالح أمريكية.
•موافقة أو صمت ضمني من الصين وروسيا.
•الاستعداد الشعبي والعسكري في إسرائيل، والخليج، وبريطانيا.
ما بين التصعيد والتأهب، تظل إيران في قلب العاصفة الإقليمية. لكن ما يجعل الأمر مختلفًا هذه المرة هو التقاء الإرادة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية – ظاهريًا – على ضرورة “الحسم”. فهل نحن فعلاً أمام ضربة محتملة… أم مجرد استعراض عضلات؟
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز