آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: وراثة ملوثة بالدم.. هل يسلم خامنئي إيران لابنه على طبق من ذهب؟

في لحظة فارقة من التاريخ الإيراني الحديث، تتكشّف خيوط ما يبدو أنه أكبر عملية انتقال سلطة مُنسّقة خلف الكواليس منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979.
تسريبات استخباراتية أمريكية – إسرائيلية، تسرّبت إلى عدد من مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، تكشف عن صفقة مريبة تمهد لصعود مجتبى علي خامنئي نجل المرشد الأعلى، إلى سدة “الولي الفقيه”، بضوء أخضر من الموساد والـCIA!

تصفية الصقور: مَن يُعارض الوريث يُمحى
تحت عنوان الموت الغامض تجري عملية
التحول التي لم ولن تكن سلسة ولا ناعمة
بل تجرى عبر سلسلة من التصفيات النوعية والمبهمة لعدد من أركان الدولة الإيرانية – سياسياً وأمنياً وعسكرياً – تحت عنوان “الموت الغامض”:أبرزها قاسم سليماني (2020) وإبراهيم رئيسي (2025) ،حسين أمير عبد اللهيان وعلي شمخاني وغيرهم من قادة الحرس الثوري وأذرعه…الهدف – بحسب التسريبات – كان تفريغ الساحة من الصقور لتمكين مجتبى، الوريث المُصطفى، من عبور العتبة بسلاسة، في ظل تراجع دور مجلس الخبراء، وانكفاء المؤسسات الثورية لصالح نظام عائلي مغلق.
صفقة العرش والكرسي تجري عبر تنازلات مهينة مقابل الدعم الأمريكي–الإسرائيلي
في مقابل دعمه في وراثة عرش “الولي الفقيه”، وافق مجتبى خامنئي – وفق التسريبات – على تقديم حزمة تنازلات استراتيجية تهزّ أركان العقيدة الثورية للنظام:
•تسليم موقع حسن نصر الله إلى الموساد
•الانسحاب من سوريا مقابل ضمانات أمريكية
•وقف تمويل حماس وحل الملف اليمني مع التحالف
•تسريب بيانات الحشد الشعبي لتحييدهم من المعادلة
إن صحت هذه المعلومات، فنحن أمام صفقة خيانة تاريخية تطيح بـ”محور المقاومة” بأكمله، وتحوّل إيران من “قوة إقليمية مقلقة” إلى “بطة خليجية مسالمة”، كما تصفها بعض التسريبات.

هل سيتم تفكيك الحرس الثوري وتحويله إلى وزارة إعمار؟
ضمن ملامح “إيران الجديدة” التي ترسمها الصفقة، يجري تفكيك الحرس الثوري تدريجياً، وتحويله إلى هيئة مدنية لإعادة الإعمار، مشابهة لنموذج “الجيش الألماني بعد الحرب العالمية الثانية”.
وذلك يعني أن إيران، التي لطالما تباهت بقوتها الإقليمية، ستُعاد هيكلتها كدولة منكفئة تدفع تعويضات تاريخية عن تدخلاتها في سوريا، لبنان، اليمن، والعراق – كما حصل مع ألمانيا النازية والعراق البعثي سابقاً.

نهاية ولاية الفقيه؟ أم إعادة تدويرها؟
التسريبات تثير سؤالًا جوهريًا:
هل نحن أمام نهاية فعلية لولاية الفقيه ومشروعها الثوري؟
أم أنها مجرد إعادة تدوير السلطة في ثوب أكثر براغماتية وتعاوناً مع الغرب؟
الصراع المكتوم في طهران، بين المؤسسة الدينية العتيقة وأجنحة النظام الأمني، قد ينفجر في أي لحظة، خصوصاً إن رفض مجلس الخبراء تمرير “الميراث السياسي”.

ماسيحدث هل هو انقلاب داخلي أم انفجار شعبي؟
إذا شعر الشعب الإيراني أو بعض أجنحة النظام أن التوريث تم بمباركة أجنبية مقابل التنازلات القومية – فإن السيناريو الأخطر لن يكون في تل أبيب أو واشنطن، بل في شوارع طهران نفسها.
ان ما يُرسم في الظلّ الآن، ليس فقط نهاية نظام… بل نهاية مرحلة كاملة من التوازنات الإقليمية.
وإذا صدقت الوثائق المسربة، فإن إيران ما بعد خامنئي لن تكون سوى دولة بلا هوية، ولا مشروع، ولا مقاومة… بل مجرد خزان غاز ونفط يخدم أجندة الخارج.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى