آراءموضوعات رئيسية

أزمة منتصف العمر تضرب اتفاقية شنغن.. أوروبا تتراجع عن أحد أبرز إنجازاتها

يورو تايمز /قسم الترجمة

قبل أربعين عامًا، اجتمعت وزراء من بلجيكا وألمانيا ولوكسمبورغ وفرنسا وهولندا على متن سفينة على نهر “موزيل” في لوكسمبورغ، لتوقيع اتفاق تاريخي أطلق لاحقًا منطقة “شنغن”، التي أتاحت حرية التنقل لحوالي 450 مليون شخص في 29 دولة أوروبية، بما في ذلك أربع دول من خارج الاتحاد الأوروبي.

لكن أجواء الاحتفال بهذه الذكرى الأربعين هذا الأسبوع غلبت عليها نذر أزمة حقيقية تهدد أحد أعمدة الاتحاد الأوروبي. فقد أعادت 11 دولة من أصل 29 في منطقة شنغن – من بينها ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، النمسا وهولندا – فرض الرقابة على حدودها الداخلية، وذلك بذريعة “التهديدات الأمنية والهجرة غير النظامية”، وفق ما أبلغت به المفوضية الأوروبية.

عضو البرلمان الأوروبي الإسباني، خوان فرناندو لوبيث أجويار، صرّح بأن “شنغن تذوب أمام أعيننا”، مؤكداً أن الرقابة الداخلية التي تم تجاوزها سابقًا خلال جائحة كورونا، عادت الآن بحجج أمنية وهجسية متعلقة بالهجرة، وأصبحت تُستخدم بشكل مفرط ومبكر.

الحكومة الألمانية، بقيادة المستشار الجديد فريدريش ميرتس، أعلنت أن إجراءات الرقابة “ضرورية لحماية الأمن العام”، وأكدت عزمها التصدي لما وصفته بـ”الهجرة غير الشرعية”. هذه الإجراءات أثارت حفيظة دول الجوار، وعلى رأسها لوكسمبورغ، التي احتضنت ولادة الاتفاق قبل أربعة عقود، والتي رفعت شكوى رسمية للمفوضية الأوروبية، محذّرة من المساس بروح شنغن.

من جهته، عبّر وزير شؤون أوروبا البولندي، آدم شلابكا، عن قلقه، معتبرًا أن “اتفاقية شنغن من أعظم إنجازات الاتحاد الأوروبي، ويجب الدفاع عنها بكل الوسائل”.

اجتماع وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع في لوكسمبورغ، شهد اتفاقًا على أن الرقابة الداخلية يجب أن تكون “الخيار الأخير فقط”، وتم التذكير بأن نجاح شنغن يعتمد على تعزيز الرقابة على الحدود الخارجية، وليس إعادة الحواجز داخل أوروبا.

وفي حفل رمزي أقيم في بلدة شنغن، وقف مسؤولون أوروبيون أمام تمثال نصب الحرية، مؤكدين التزامهم بمبادئ حرية الحركة، فيما بدا وكأنه محاولة لتجديد العهد مع أحد أعمدة المشروع الأوروبي الذي يبدو مهدداً أكثر من أي وقت مضى.


ترجمة خاصة عن موقع Politico Europe
رابط المقال الأصلي: https://www.politico.eu/article/eu-schengen-area-face-midlife-crisis-border-control-luxembourg/

زر الذهاب إلى الأعلى