موفق الخطاب: إيران نمـر من ورق!

تذكرني الاجواء المشحونة والسماء الملبدة بالغيوم والقاصفات التي تحوم في السماء والفرقاطات التي تجوب البحار والمحيطات، وحركة نقل الدبلوماسيين الامريكيين وغلق السفارات، بما جرى عام 2003 من تحضيرات لاجتياح العراق بعد فشل لجان التفتيش عن العثور عن اي دليل يدين العراق..
وسبحان الله العظيم فبعد أن اكرمنا الله وادينا فريضة الحج وعدنا الى العراق بالضبط في 10 /03/2003
فلم يمض سوى عشرة ايام فقط من عودتنا من الديار المقدسة حتى نشبت الحرب الخليجية الثانية وكان في حينها الطيران في سباق محموم لنقل حجاج العالم الى بلدانهم قبل اغلاق الاجواء…..
اليوم وبعد مرور 22 عام يتكرر المشهد نفسه فما ان اكملنا مناسك الحج بحمد الله وعدنا الى البلد الطيب البحرين حتى تلبدت الغيوم وتصاعدت صدى طبول الحرب وبنفس السيناريو بنزع اسلحة الدمار الشامل من العراق الذي تبين انه اكذوبة..
واليوم تدخل جولات المفاوضات حول تفكيك البرنامج النووي الايراني منعطف خطير وطريق مغلق ، فايران اليوم على المحك ولا بد ان يتضح الموقف الامريكي جليا من المراوغة الايرانية التي استمرت لعقدين من الزمان حتى وصلت نقطة اللاعودة وسنعرف في نهاية المطاف هل ان امريكا كانت طرف في تمكين ايران وتسهيل العمل على تطوير برنامجها النووي لخنق دول الخليج والضغط عليها لاستنزافها ام انها تورطت وتريد اعادة حساباتها بعد اعتراض الجانب الصهيوني وامتعاضه وتعجله في ضرب مفاعلاتها؟
وهل امريكا جادة في تهديدها ام انها مراوغة جديدة حتى تصل ايران لمبتغاها؟
حقيقة الملف متشابك والطرفين مخادعين وهم سبب بلاء المنطقة فنحن محشورون داخل مثلث الشر الامريكي الايراني الصهيوني فهم مشتركون في عداءهم للامة العربية.
وما علينا الا الانتظار وعدم التسرع والانجرار خلف بعض المحللين والترويج لتحليلاتهم بإيهام القارئ ورفع سقف الامل بقرب انهيار النظام الايراني ….
وهكذا قد كُتب علينا ان لا نستنشق الا دخان قذائفهم وغبار قنابلهم ولا نأكل الا المسرطن مما تنبت الارض بعد حرقها بنابالهم وفسفورهم ، وبعد ان تضع الحرب اوزارها، فالخاسر الوحيد هو الشعوب المغلوبة على امرها تراها تبحث عن قتلاها ولا تجد من يداوي جرحاها ، ليتربع من جديد وجوه جديدة من القتلة واللصوص ليتصدر المشهد ولتستمر عجلة التدهور منذ ان فتحنا اعيننا على الحياة و الله غالب على امره…
واخيرا لا احد يتنبأ بساعة الصفر ولا النتائج وهل ستكون هذه الجعجعة وسيلة ضغط ام ان هنالك ضربة تأديبية خاطفة وعلى كل حال ومن وجهة نظري المتواضعة فإيران أجبن من أن تدخل مواجهة خاسرة ولن تدخل اي حرب لا طاقة لها بها وما يهمها هو استمرار نظامها وهي مستعدة في نهاية المطاف بالتخلي عن برنامجها و التخلي عن كل ذيولها ، وما تصريحات وزير دفاعها الا نفخ وكلام تسويقي فارغ ، وإسألوا ابطال العراق عنهم فقد جربوهم في حرب الثمان سنوات فهم نمر من ورق..
ـ كاتب عراقي مقيم في البحرين
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز