دراسة سويدية: اغلب جرائم اطلاق النار والقتل تحدث في المناطق المهمشة.. وهذه أبرزها

يورو تايمز / ستوكهولم
كشفت دراسة صدرت عن المجلس السويدي للوقاية من الجريمة (Brå)، والتي أوردتها SVT استنادًا إلى بيانات من الفترة بين 2018 و20، كشفت أن 75٪ من حالات إطلاق النار (skjutningar) و 44٪ من حالات التفجيرات (sprängningar) مسجلة في ما يُشكّل 13٪ فقط من المناطق السويدية .
كما تبين أن احتمالية وقوع إطلاق نار في المناطق ذات الاستبعاد الاجتماعي العالي أعلى بتسع مرات من المناطق الأقل تهميشًا، بينما يزيد احتمال وقوع تفجيرات فيها بست مرات مقارنة بالمناطق الأخرى .
وقد سجّل المستوى الأعلى من أعمال العنف في المناطق التي تعاني من اضطرابات اجتماعية أو فوضى مادية مثل انتشار الكحول والمخدرات في الأماكن العامة، والعشوائية العمرانية، والنظافة السيئة، أو الانفلات الأمني في الشوارع، حيث تصل معدلات وقوع هذه الأحداث إلى سبعة أضعاف في حالات الفوضى الاجتماعية وعشرين ضعفًا (للتفجيرات) في المناطق ذات الفوضى المادية الأكبر .
📌 العوامل المرتبطة بالعنف
انتقال السكان ضعف المشاركة الانتخابية: المناطق التي تشهد انخفاضًا كبيرًا في مشاركة السكان بالانتخابات وتزايدًا في الهجرة الداخلية، تسجل مستويات أعلى من العنف .
ثقة أقل في الشرطة: تربط الدراسة بين تدني ثقة السكان في تعامل الشرطة مع المشتبهين وارتفاع معدلات العنف في تلك المناطق .
الربط الجغرافي: غالبًا ما تقع حوادث عنف مسلحة في تجارة قرب بعضها البعض، مما يشير إلى أنها ليست عشوائية، وربما تشمل ردود فعل انتقامية (hämnddåd) .
🧭 توصيات الدراسة
تحديد مناطق الخطر بدقة: تساعد نتائج الدراسة في توجيه الجهود الأمنية والاجتماعية إلى المناطق ذات الخطورة الأعلى، بناءً على مؤشرات مثل الاستبعاد والتنظيم المجتمعي.
تعزيز “القدرة الجماعية”: تُرجّح الدراسة أن ضعف الترابط الاجتماعي يؤدي إلى انخفاض الرغبة المجتمعية في التصدي للعنف، مما يشدد على أهمية دعم المبادرات المحلية .
تحسين التنسيق المحلي: يدعو Brå إلى بناء تعاون فعال بين الشرطة والبلديات وشركات الإسكان والمجتمع المدني ضمن نهج منهجي ومرتكز على الأدلة .
🏘️ أهمية اجتماعية
يؤكد الباحثون أن الكشف عن هذه البؤر الجغرافية للانفلات والعنف لا يُعد مجرد تشهير، بل خطوة ضرورية لفهم الواقع المترابط بين الاضطراب الاجتماعي والعنف المسلح، وتحقيق استراتيجيات أكثر فعالية للوقاية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة .
🏙️ المناطق المتأثرة في السويد
بحسب تصنيف الشرطة السويدية للمناطق “المعرّضة للخطر” (utsatta områden)، هناك أكثر من 60 منطقة موزعة على عدة بلديات، أبرزها:
ستوكهولم الكبرى:
مثل “رينكبي – تنستا”، “هوسبي”، “فيلينغبي”، و”سكايرول”.
هذه المناطق تسجل معدلات عالية من إطلاق النار، والجرائم المرتبطة بالشبكات الإجرامية، وانخفاض في الثقة بالسلطات.
غوتنبرغ:
خاصة مناطق مثل “هيسينغن”، “برغشون”، و”أنغريد”، وهي مناطق ترتبط بشبكات إجرامية متجذرة منذ سنوات، ومشاكل في الدمج الاجتماعي والتعليم.
مالمو:
مثل “روزنغورد” و”هولما”، وهي مناطق ذات كثافة مهاجرين، وارتبطت في الماضي بسلسلة تفجيرات واغتيالات مرتبطة بعصابات المخدرات.
🏢 دور المنظمات المحلية والمبادرات المجتمعية
لمكافحة هذا الواقع، تعمل مجموعة من الهيئات والمنظمات بالتوازي مع الشرطة والبلديات، أبرزها:
1. ”Fryshuset” – فريشوسيت
منظمة تعمل مع الشباب في المناطق المهمشة من خلال التعليم، الفن، الرياضة، والتوجيه، وتهدف إلى إبعادهم عن الانخراط في الجريمة أو العصابات.
تملك برامج خاصة للشباب الذين يرغبون في “الخروج من الشبكات الإجرامية”.
2. ”Stadsmissionen” – بعثة المدينة
تركز على تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأفراد والعائلات في المناطق الفقيرة، بما في ذلك مساعدات في السكن، الإدمان، والتعليم غير النظامي.
3. ”Polisens medborgarlöfte” – وعود الشرطة للمواطنين
مبادرة تتعاون فيها الشرطة مع سكان المناطق لتحديد المشاكل الأمنية في كل حي، مع وضع خطة عمل محلية سنوية، يتم الإعلان عنها علنًا لتعزيز الشفافية والثقة.
4. البلديات ومكاتب الوقاية الاجتماعية (Socialtjänsten)
تلعب دورًا حاسمًا في مراقبة سلوك الشباب القاصرين المعرّضين للخطر، ويمكنها التدخل بإجراءات عاجلة مثل النقل القسري (LVU) في حالات العنف أو المخدرات.
🧩 خلاصة تحليلية
نجاح الجهود الأمنية وحده لا يكفي، لأن جذور العنف المسلح في هذه المناطق متجذرة في:
الفقر،
ضعف التكامل،
غياب فرص العمل،
وصراعات شبكات الجريمة المنظمة.
الحل المستدام يجب أن يجمع بين:
إجراءات أمنية حاسمة،
وخطط طويلة الأمد لإعادة بناء الثقة المجتمعية،
ودعم منظمات المجتمع المدني المحلية التي تُعد الوسيط الأكثر تأثيرًا بين الدولة والمواطن.