آراء

نزار العوصجي: أحرص على أختيار القلم ..

تعددت الأقلام ، و الحبر واحد ..
هناك قلم يحرر ، و ثاني يقرر ، و ثالث يبرر ، و آخر يحاول أن يمرر ..
هناك قلم أمير ، وثاني أجير ، و آخر أسير ..
هناك قلم ظاهر ، و ثاني قاهر ، و آخر طاهر ..
هناك قلم معزز ، و آخر مقزز ..
هناك قلم يحفز ، و ثاني يستفز ، و آخر يبتز ..
هناك قلم متطور ، و آخر متورط ..
هناك قلم ممتع ، و آخر معتم ..
هناك قلم يبعث الضوء ، و آخر ينفث السوء ..
هناك قلم هدام ، و آخر ردام ..
هناك قلم مدهش ، و ثاني منعش ، و آخر لا يهش ولا ينش ..

رغم قلة القراء في يومنا هذا ، قد يسأل سأل : لماذا نكتب ؟؟
ماذا يمكن أن تضيف المقالات التي نكتبها الى من هم حولنا ؟؟

‏في اعتقادي ان كتابة المقال هو أنعكاس لما يجول في ذهن الكاتب ، كما أنه تعبير عن الحالة الذهنية و المعنوية التي يمر بها ، كالفرح و الحزن ، الابتهاج و الأستياء الأمل و الأحباط من ما يجري و يدور حولنا ، فالمقال القصير هو المقال الذي يكتب بمجموعة من الخواطر ، و بفكرة رشيقة و خفيفة و سهلة الأسلوب ، و في اغلب الأحيان فانه يترجم جوانب الحدث الذي نعيشه ، سواء كان ايجابي أم سلبي ‏، من هنا نخلص الى ان لكل مقال مادة يرتكز اليها ، مادة تلهم الكاتب فيعبر من خلالها عن رأيه ، لذا فان كتابة المقالات تعد من الإمور الصعبة ، التي تحتاج للتفكير و التركيز الجيد ، لكي نحصل على ما نريد ايصاله للقارئ بسهولة و يسر ، فالبحث الجاد عن كتابة محتوى فريد و حصري يجذب القراء ..

فيما يخص الشطر الثاني من التسائل حول ماذا يمكن أن تضيف المقالات التي نكتبها الى من هم حولنا ..
من هنا نستطيع القول ان المقال الجيد يعتبر من وجهة نظر عامة ، لذا فانه بمثابة جرس المنبه ، حين يدق ليشعرك بأن الوقت يداهمك ، وان عليك النهوض من حالة السبات الذي تعيش فيه ، فعندما يضع الكاتب المقال بين يدي القارئ فهو ينتظر منه الكثير ، ليس القراءة فحسب ، بل التفكير و البحث و الربط ، و ربما إفادة الآخرين بإرشادهم لقراءة موضوع ما ، قد يجدون فيه إجابة على مايدور في اذهانهم من تساؤل ..
ان اختلاف أسلوب الكاتب شيئ متعارف عليه في مجال الكتابة ، الا ان أهم ما يسعى لتحقيقه هو الجودة ، الى جانب الأسلوب الأبداعي المؤثر ، احتراماً لعقول القراء ، كما ان حسن اختيار المفردات اللفظية يدل على مكانة الكاتب ، بالاضافة الى قيمة ما يقدمه ، وهذا هو الهدف من الكتابة ..

في الجانب الأخر هنالك ايضاً المقال البحثي الذي يناقش قضية علمية ، و عادةً مايكون مليئ بالأفكار والمصطلحات الغير مألوفة ، بالأضافة الى البحوث الأكاديمية ، التي تختلف عن سواها من المقالات الاخرى ، حيث أنّها مبنية على قواعد محددة من الواجب الإلتزام بها ، لتمكن الكاتب من كتابة بحث أكاديمي احترافي و ناجح ..
و تعد كتابة البحوث واحدة من أهم عناصر النجاح خلال المرحل الدراسية ، الجامعية او العليا على حداً سواء ، حيث نجد ان الكثير من الطلاب الذين يفتقرون إلى موهبة الكتابة ، يواجهون صعوبة في إعداد البحوث الأكاديمية المستندة الى مصادر رصينة ، مما يدفع البعض منهم الى تبني بحوث جاهزة ، ذلك لأن البحث الأكاديمي يختلف اختلافاً كبيراً عن الكتابة التعبيرية ..

‏النوع الاخر يسمى بالمقالات الأدبية النقدية ، التي تطرح بأسلوب أدبي بحت ، يتطرق فيه الكاتب الى مضمون القصة الأدبية في العديد من جوانبها الفنية ، ليتناول الخلل بمنطقية و بأسلوب متحضر ، و خلاف ذلك فإن المقالات النقدية تفقد محتواها ، ‏فتتحول من النقد البناء إلى نقد هدام ، و بات ظاهرة اصبحت شائعاً في هذا الزمن مع الأسف ، تعتمد بالدرجة الاساس على لغة السب و الشتم و التخوين و التجريح الغير مبرر ، باسلوب منافي للأدب و الأخلاق ، يهدف الى جذب انتباه القراء و شدهم للأطلاع على ما يكتب من باب الفضول ، لذا فانه يعد دخيل و طارئ على الطبقة المثقفة من الكتاب ، الذين يعتزون بمقالاتهم التي يتداولها القارئ بأسمائهم الصريحة ، في حين ان الدخلاء و الطارئين يختبؤن خلف أسماء مستعارة ، ظناً منهم انها كفيلة بالتستر عليهم ، في حين انها دلالة على ضعفهم في الطرح المواجه للأخرين ، الى جانب ضعف الحجة التي يستندون اليها (( و أغلب الظن انهم مدفوعين من قبل اطراف معينة )) …

إياكِ أعني واسمعي يا جارة ..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى