تدوينات مختارة

تميم الفهداوي: بين “الحلِبْ” والسيادة.. هل أصبحت منطقتنا حظيرة مستباحة؟

تابعت انتشار فديو يصور لنا جماعة نوري المالكي يوزعون مبردات الهواء على مجموعة من المواطنين مقابل أن يعطوا اصواتهم للمالكي او جماعته في الانتخابات القادمة الفديو يؤكد للجميع كيف تنهب احزاب السلطة موارد الدولة التي يفترض انها مخصصة لخدمة الشعب
كل هذا يستمر بإراده وتأييد دول الاحتلال لاسيما امريكا لمن جاءت بهم خلف دباباتها لاحتلال العراق

من جانب ثان، وفي خضم الأزمات المتراكمة والصراعات المتشابكة، يبدو أن منطقتنا، التي طالما تغنّت بالمجد والحضارات، قد تحوّلت إلى ما يشبه “حظيرة أبقار” لقوى خارجية تتنازع على مواردها وتعبث بمصير شعوبها.

الولايات المتحدة، بحكم هيمنتها السياسية والعسكرية.. وفي الوقت ذاته، تمد إيران أذرعها في العراق لتنهب ثرواته، وتفرض وصايتها السياسية عبر ميليشياتها وأتباعها، متخذة من شعارات المقاومة وسيلة لتكريس نفوذها الطائفي.

هذا الواقع يُعيد تشكيل المنطقة على أساس التبعية المطلقة، حيث لا صوت يُعلو فوق صوت المصالح، ولا قرار يُتخذ إلا بإذن الخارج. المواطن العادي يلمس الذل، والجوع، وغياب الكرامة، بينما يتقاتل الوكلاء على فتات النفوذ، ويتنازع الكبار على الغنائم.

ورغم هذا، تبقى في الذاكرة صرخة الرفض الخالدة: “هيهات منا الذلة”. ليست مجرد كلمات، بل نداء يعيد التذكير بأن الشعوب ليست قطيعًا يُقاد، ولا ثروات تُحلب دون ثمن. فالشعوب التي أنجبت الثائرين، قادرة على أن تستعيد إرادتها، حين تنهض من سباتها، وتدرك حجم المؤامرة التي تُحاك ضد حاضرها ومستقبلها.

في زمن الاستباحة، تصبح الكلمة مقاومة، والوعي ثورة. فإما أن نكون شركاء في القرار، أو نبقى أدوات في يد الغير… والقرار لنا.
هذا الوضع يُعبّر عن رؤية نقدية حادة للوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة، وخاصة في سياق الهيمنة الخارجية ويُقدّم رؤية بأنّ المنطقة تُعامل كـ “حظيرة أبقار”.
في حين يستمر ملالي إيران بحلب العراق وسرقة ثرواته وهذا يعكس الواقع السلبي السيئ للدور الإيراني في العراق، خصوصًا من حيث التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي.
في وقت يستمر فيه ذيول ايران بالضحك على ذقون العراقيين البسطاء برفع الشعارات الطائفية الكاذبة مثل هيهات منا الذلة” في حين تشير ممارساتهم الفعلية بان كل مايقومون يؤكد على انهم رموز عفنه من الخضوع والاستغلال.
وكذلك شعار (علي وياك علي ) وهو شعار شعبي يُستخدم للتعبير عن الاستعانة بالشجاعة والإرادة المرتبطة بشخصية الإمام علي بن أبي طالب في حين كل ممارساتهم تدل على نقيض هذا الشعار الكاذب وهم مستمرين بتُوظَّيف مثل هذه الهرطقات لإضفاء مشروعية دينية وثورية على الرسالة ولهذا يأتي التصعيد اللفظي الشعبي الذي يعكس الغضب الشعبي والرفض العميق للوضع الراهن.
اما البعد السياسي فواضح جدا ان كل مايحدث منذ ٢١سنة يدلل على غياب السيادة والاستقلال الحقيقي.
ناهيك عن استمرار صراع النفوذ بين أمريكا وإيران، فكلٌّ منهما يسعى لتحقيق مصالحه على حساب الدول التابعة أو الضعيفة.وهناك دعوة ضمنية للشعب العراقي للصحوة والرفض، تستند إلى مفاهيم الشرف والعزة المستلهمة من التراث الديني الشيعي.

الوضع الحالي بعد ٢١سنة عجاف يعكس تصاعد صرخات الاحتجاج الشعبية ضد الواقع السياسي الراهن في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وبقية دول المنطقة يوظف لغة دينية وشعبية قوية لإثارة الوعي والرفض، ويُظهر إحساسًا عميقًا بالاستغلال والخيانة من القوى الكبرى والإقليمية لاسيما ذيول الاحتلال والفرس المهيمنين على السلطة في العراق المحتل.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى