د. عبدالرزاق محمد الدليمي: المزاج المحير لدونالد ترامب ومقتدى الصدر

كتبت هذا المقال في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2025 بعد تولي ترامب سلطاته الدستورية رئيسا لامريكا الشر
وسبب كتابتي للمقال حينها احساس بإن هذا التذبذب في اتخاذ المواقف والقدرة على تغييرها بسرعة ربما هي من السمات المشتركة بين ترامب ومقتدى الصدر.نعم هناك أوجه من التشابه في أنماط وسلوك اتخاذ القرارات والانقلاب عليها والتغييرات الكثيرة غير المبررة بين دونالد ترامب ومقتدى الصدر، وخاصةً فيما يتعلق بالتقلبات في المواقف والتغييرات اللحظية خصوصا وان هذه الخصائص بات لها آثار واضحة على الوضع السياسي في العراق.
ومن أوجه التشابه او الشبه التي لاحظناها على الاثنيين:
التذبذب في المواقف:
كلا الشخصيتين معروفتان بتغيير مواقفهما بشكل متكرر، مما يجعل من الصعب التنبؤ بخطواتهما التالية.
هذا التذبذب يمكن أن يخلق حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار في البيئة السياسية.
التواصل المباشر والمفاجئ:
يستخدم كلاهما وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات العامة للتعبير عن آرائهما بشكل مباشر، وغالبًا ما تكون هذه التصريحات مفاجئة وغير متوقعة.
هذا النمط من التواصل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات أو تغيير مسار الأحداث بشكل سريع.
الشعبية والتأثير:
يتمتع كل من ترامب والصدر بقاعدة شعبية واسعة، مما يمنحهما القدرة على التأثير في الرأي العام وتحريك الأحداث.
هذه الشعبية يمكن أن تستخدم لتعزيز الاستقرار أو لزعزعة الاستقرار، اعتمادًا على القرارات والمواقف المتخذة.
تأثير ذلك على الوضع في العراق
عدم الاستقرار السياسي:
التغييرات اللحظية في المواقف يمكن أن تزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي في العراق، حيث يصعب بناء تحالفات أو وضع خطط طويلة الأجل.
التأثير على العلاقات الخارجية:
مواقف الصدر المتقلبة يمكن أن تؤثر على علاقات العراق مع الدول الأخرى، خاصةً في ظل الوضع الإقليمي والدولي المعقد.
تأثير على الوضع الأمني:
في بلد مثل العراق، حيث الوضع الأمني هش، يمكن أن تؤدي التغييرات المفاجئة في المواقف إلى تصعيد التوترات أو اندلاع أعمال عنف.
التأثير على الرأي العام:
يمكن أن تؤثر التصريحات المفاجئة على الرأي العام، مما يزيد من الانقسامات أو يؤجج المشاعر.
بشكل عام، يمكن القول إن التذبذب في المواقف والتغييرات اللحظية في القرارات يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على الوضع في العراق، حيث يزيد من حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار.
كلاهما يظهر في كثير من الأحيان تغيرات جذرية في مواقفهما السياسية بناءً على الظروف والتطورات الراهنة.
تغير المواقف وفقاً للظروف: ترامب ومقتدى الصدر قد يبدوان حازمين في مواقفهم لفترات معينة، ولكنهما يعيدان النظر في تلك المواقف بشكل سريع، مما يجعل تصرفاتهما غير متوقعة في بعض الأحيان.
التأثير الشعبي والاعتماد على الجماهير: كلاهما يعتمد على تأييد قاعدته الشعبية وتأثيرهم في اتخاذ قراراتهما. فعلى سبيل المثال، قد يتغير موقف مقتدى الصدر في العراق استجابةً لتظاهرات أو ضغوط شعبية، بينما يتغير موقف ترامب استجابةً للانتقادات أو دعم مؤيديه.
التحول في الخطاب السياسي: كلاهما يتبع استراتيجية في الخطاب السياسي تتمثل في مفاجأة الجميع بتغيير المواقف المفاجئ أو اتخاذ قرارات غير متوقعة في فترات معينة.
التأثيرات السلبية للمزاجية والتذبذب في اتخاذ المواقف مثل تلك التي يظهرها دونالد ترامب ومقتدى الصدر يمكن أن تكون كبيرة ومعقدة، ومن أبرزها:
فقدان الثقة: عندما يتغير الموقف بشكل متكرر وغير متوقع، قد يفقد الجمهور أو الحلفاء الثقة في الشخص المتذبذب. هذا يمكن أن يؤدي إلى تآكل التأييد الشعبي والقدرة على جمع الدعم السياسي أو الشعبي.
عدم الاستقرار السياسي: التذبذب في المواقف قد يخلق بيئة من عدم الاستقرار، حيث يكون من الصعب على المواطنين أو المؤسسات التنبؤ بالقرارات القادمة. هذا يعيق التخطيط السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في المجتمعات التي تتطلب استقرارًا طويل الأمد.
إضعاف الحلفاء والقدرة على التعاون: التغيير المفاجئ في المواقف قد يؤدي إلى إضعاف التحالفات السياسية. قد يشعر الحلفاء بأنهم غير قادرين على الاعتماد على الشخص المتذبذب، ما يؤدي إلى تقليل فرص التعاون في المستقبل.
التشتت والتشويش: الخطابات والمواقف المتغيرة قد تخلق نوعًا من التشويش بين المواطنين والمجتمع الدولي، حيث يكون من الصعب فهم الأهداف والاتجاهات السياسية لهذه الشخصيات. هذا قد يؤدي إلى ضعف في القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية على المستوى الوطني أو الدولي.
إمكانية الاستغلال من قبل الأعداء: الأعداء السياسيون أو الدول المنافسة قد يستغلون التذبذب في المواقف لتقويض الشخص المتذبذب أو حتى تهديد مصداقيته. في بعض الحالات، قد يتمكنون من تصويره على أنه غير قادر على اتخاذ قرارات ثابتة أو مستقرّة.
إضعاف فاعلية السياسات: في السياسة، يتطلب تنفيذ السياسات استمرارية وثباتاً. إذا كانت القرارات تتغير بشكل مستمر، فإن تنفيذ السياسات يصبح صعباً، مما قد يؤدي إلى تراجع نتائج البرامج والمشروعات السياسية.
إجمالًا، المزاجية والتذبذب في اتخاذ المواقف قد يؤديان إلى تدهور الثقة، وعدم الاستقرار السياسي، وصعوبة في التعاون، وكلها تؤثر سلبًا على العملية السياسية والاقتصادية.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز