طب وتكنولوجيا

لأول مرة.. زراعة الخلايا الجذعية تُعيد الأمل للرجال المصابين بالعقم

يحمل علاج جديد بارقة أمل للرجال الذين فقدوا قدرتهم على إنتاج الحيوانات المنوية، مثل الناجين من السرطان أو المصابين باضطرابات وراثية، من خلال أول تجربة سريرية تعتمد على زراعة الخلايا الجذعية المنوية.

وأجرى العلماء أول تجربة سريرية لزراعة الخلايا الجذعية المُنْوِيّة (SSC)، والتي تتضمن استخراج الخلايا الجذعية المُنْوِيّة وزرعها مُجدداً في الخصيتين، لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية، وفق “إنترستينغ إنجينيرينغ“.

وصرح الدكتور جاستن هومان، الأستاذ المساعد في جراحة المسالك البولية في مركز “سيدارزسيناي الطبي” الأمريكي، والذي لم يشارك في الدراسة، لموقع لايف ساينس: “إذا ما تم تحسين هذه التقنية وثبتت سلامتها، فقد تُمثل زراعة الخلايا الجذعية المُنْوِيّة (SSC) تقنيةً ثوريةً لاستعادة الخصوبة لدى الرجال الذين فقدوا القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية”.

وفي الولايات المتحدة، يُشخَّص حوالي 645.000 رجل تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، بانعدام الحيوانات المنوية، وهو المصطلح الطبي الذي يُشير إلى غياب الحيوانات المنوية في السائل المنوي.

آفاق جديدة لاستعادة الخصوبة 

وتتكون الحيوانات المنوية من الخلايا الجذعية المنوية – الموجودة في الخصيتين حتى قبل البلوغ – وتنضج بعد ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون، ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الحالات الطبية والعلاجات، مثل العلاج الكيميائي، إلى تلف الخلايا، مما يؤدي بدوره إلى غياب الخلايا الجذعية المنوية تماماً، ويؤدي إلى العقم.

ويمكن للأطباء استخراج الخلايا الجذعية من الخصيتين جراحياً عبر إبرة تُغرس في شبكة الخصية – وهي مجموعة من الأنابيب الصغيرة داخل الخصية – ثم يقومون بتجميد هذه الخلايا، ويمكن إعادة إدخال الخلايا الجذعية المنوية لاحقاً بطريقة مماثلة.

ويأمل الباحثون أن تتجمع هذه الخلايا في النهاية في الأنابيب المنوية، وتبدأ عملية تكوين الحيوانات المنوية بمجرد إعادتها إلى الجسم.

نتائج مشجعة على الحيوانات… وأول تجربة على الإنسان

أظهرت تجارب سابقة على الفئران والقرود نجاحاً ملحوظاً، إذ تمكنت من إنجاب نسل طبيعي بعد الزرع.
أما على مستوى البشر، فقد خضع رجل في أوائل العشرينيات للعملية باستخدام خلايا محفوظة منذ طفولته قبل خضوعه للعلاج الكيميائي، بسبب سرطان العظام.
حتى الآن، تشير النتائج إلى عدم حدوث أي ضرر في أنسجة الخصية، واستقرار الهرمونات، رغم عدم ظهور الحيوانات المنوية في السائل المنوي بعد.

تحديات ومخاطر محتملة

رغم الإشارات الإيجابية، تواجه التقنية عدة تحديات:

قلة عدد الخلايا المزروعة: قد يؤدي ذلك إلى إنتاج محدود من الحيوانات المنوية.
خطر الطفرات الجينية: خصوصاً لدى مرضى السرطان، ما قد يثير احتمال تكوّن أورام.
استجابة مناعية: ولو بنسبة ضئيلة، حتى وإن كانت الخلايا المزروعة من جسم المريض نفسه.
أسئلة أخلاقية: حول تخزين الخلايا الجذعية لدى الأطفال الصغار دون قدرة فعلية على إعطاء الموافقة.


نظرة مستقبلية

يؤكد الدكتور هومان: “علينا التقدم بحذر وتحت إشراف دقيق. هذه تقنية واعدة، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى.”
إذا أثبتت التجارب المستقبلية فعاليتها وأمانها، فقد تمثل زراعة الخلايا الجذعية المنوية مستقبلًا واعداً للرجال الذين يرغبون في الإنجاب بعد فقدان خصوبتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى