آراء

نزار العوصجي: أعقلوها قبل ان تلفظوها

كثر الحديث وأختلفت التحليلات وتباينت الأراء حول أحتمال لجوء الأدارة الأمريكية إلى إعتماد خيار توجيه ضربة عسكرية مركزة تستهدف مواقع هامة وحساسة داخل العمق الإيراني ، الغرض منها وقف البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل ، وانهاء خطر القدرات الصاروخية ، حيث نجد ان البعض من تلك الأراء تجزم بشكل قاطع بعدم أقدام الأدارة الأمريكية على إي عمل عسكري ، بل تؤكد على أن كل ما يتم تداوله في مواقع التواصل حول التحشدات والأستعدادات العسكرية الأمريكية لا يعدوا عن كونه أمنيات ، وهو محض خيال ، لا أكثر ولا إقل ..
كم نتمنى ان يكون لدى هؤلاء المحللون تفسير منطقي واحد ، يبين سبب الجزم القاطع بأستحالة إقدام الأدارة الأمريكية على أستهداف قدرات النظام الإيراني ، مع العلم ان جميع المؤشرات تشير الى ان خيار شن الحرب بات قاب قوسين او إدنى ..

لا نعلم إن كان المحللون يدركون أن السياسة عملياً مرتبطةً بالأقتصاد ، فمنذ أليوم الأول لدخول ألرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ، لم نسمع منه شيئاً سوى الحديث عن طموحه في النهوض بالأقتصاد الأمريكي وأنتشاله من حالة الأنهيار وألتردي إلتي وصل اليها في عهد الرئيس السابق جو بايدن ، وذلك من خلال إبرام تحالفات دولية تهدف الى ألحصول على أكبر قدر ممكن من الأستثمارات ، وتحقيق مكاسب مادية ومعنوية تصب في مصلحة أمريكا قبل غيرها وفق مبدء (( أمريكا اولاً )) ..
ولا نعلم ان كان المحللون على اطلاع بان حجم الأستثمارات المشروطة التي تعاقدت عليها أدارة الرئيس ترامب مع دول المنطقة خلال فترة قصيرة من توليه الرئاسة ، قد بلغت مايقرب من 3 ترليون دولار قابلة للزيادة حتماً (( وهذا غيض من فيض من الأستثمارات ألتي يمكنه الحصول عليها من باقي دول المنطقة في زمن قياسي )) ، كما انه يعكس مدى العلاقة بين الأطراف المتحالفة ..
ذلك مؤشر على ان العلاقة مع إيران لايمكن ان تدر على الأقتصاد الأمريكي أكثر من هذا ..
ليعلم الجازمين إن البند الأول في التحالفات الأقتصادية يشترط التخلص من خطر نظام الملالي ، وهذا ما تضمنته اتفاقيات الدفاع المشترك والتحالفات الأستراتيجية الأمريكية مع أغلب دول المنطقة ، تلك الدول التي يناصبها نظام الملالي العداء ، إضافةً الى حجم ألخطر ألناجم عن إمتلاك إيران للسلاح النووي ، وتأثيره على أمن التحالفات وديمومتها ..
ان مطالب الدول المتحالفة مع أمريكا ( القبول بها يعني نهاية نظام الملالي ) تتضمن صراحةً أربعة بنود مترابطة غير قابلة للتجزئة تتمثل في :
تخلي إيران عن برنامجها النووي ..
تفكيك القوة الصاروخية البالستية ..
عدم التدخل في شؤون الدول ..
انهاء وجود الميليشيات الموالية ..

قد لا يدرك المحللون ان خطر إمتلاك إيران للسلاح النووي يهدد السلم العالمي لدول العالم دون أستثناء ، لما يكتنزه نظام الملالي من حقد على العالم بأكمله ، مما يشكل عائقاً امام مشروع الرئيس دونالد ترامب الرامي الى استعادة هيبة أمريكا ومكانتها وسيطرتها على العالم ..
بالأضافة الى مدى شغف نظام الملالي في طهران ، بأثارة القلاقل وافتعال الأزمات واشاعة الفوضى ، الى جانب تعطشه لسفك وأراقة الدماء ، وقتل الأبرياء الذين يرفضون التبعية والأذعان والأنصياع لأوامر الولي السفيه ، وهذا ما لمسناه لمس اليد في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، من خلال اذرع إيران البالغة 67 تشكيل مسلح يهوى القتل ويعشق سفك الدماء ، وفي مقدمتهم ما يسمى بكتائب حزب الله وميليشيا فاطميون وزينبيون والحوثيين والعصائب ، الى إخره من الأسماء والمسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان ..
حتماً هنالك من يقول : لماذا لم يتخذ قرار الحرب اذاً ؟
السبب ببساطة ، ان التفاوض مع نظام الملالي يجب ان يأخذ مداه حتى النهاية ، فطالما عرفت الدبلوماسية الإيرانية بقدرتها على المماطلة والتسويف لكسب الوقت ، لذا فان استنفاذ الوسائل السلمية يعد بطاقة التفويض التي يمنحها المجتمع الدولي للتحالف الأمريكي بشن الحرب ..
ان القضاء على النظام القائم في إيران (( ولا نقول تدمير إيران )) سيحضى بدعم وتأييد جميع الشرفاء في العالم ، كونه يعد أنقاذاً للبشرية جمعاء وفي مقدمتهم الشعوب الإيرانية ..
كما سيسجل كافضل أنجار قامت به الأدارة الأمريكية على مدى تأريخها ..
فهل ان التوصل الى اتفاق مع إيران اهم من كل هذا ؟؟
ختاماً نذكر جمع المحللين الأجلاء بحكمة قالها المتنبي رحمه الله :
“ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”..

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى