آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هل سيتجرّع خامنئي السم مثلما تجرّعه خميني؟

ليس من السهل على المتابعين التنبؤ فيما إذا كان المرشد الإيراني الأعلى خامنئي سيوافق على مقترح ترامب بنفس الطريقة التي وافق بها الخميني على وقف الحرب العراقية الإيرانية.
وهنا يمكن الإشارة إلى بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على قراره سلبا او ايجابا:
اولا:الوضع الاقتصادي الإيراني:
تعاني إيران من وضع اقتصادي صعب بسبب العقوبات الأمريكية.
قد يدفع هذا الوضع خامنئي إلى قبول مقترح ترامب لتخفيف العقوبات.
الوضع السياسي الإيراني:
هناك انقسام داخل النظام الإيراني حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة.
قد يؤثر هذا الانقسام على قرار خامنئي.
ثانيا:الوضع الإقليمي:
تشهد المنطقة توترات متزايدة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها.
قد تدفع هذه التوترات خامنئي إلى قبول مقترح ترامب لتجنب صراع عسكري.
طبيعة شخصية خامنئي:
يُعرف خامنئي بمواقفه المتشددة تجاه الولايات المتحدة.
قد يرفض قبول أي مقترح من ترامب، حتى لو كان ذلك في مصلحة إيران.
تشابهات بين خميني وخامنئي:
كلاهما يمتلك سلطة مطلقة في إيران.
كلاهما يضع مصلحة النظام الإيراني فوق كل اعتبار.
كلاهما قد يضطر الى اتخاذ قرارات صعبة حفاظا على النظام.
الاختلافات بين شخصيتي خميني وخامنئي:
كان الخميني يتمتع بشعبية كبيرة في إيران، بينما يتمتع خامنئي بشعبية أقل.
كان الخميني أكثر استعدادًا لاتخاذ قرارات جريئة، بينما يُنظر إلى خامنئي على أنه أكثر حذرًا.، قرار خامنئي سيعتمد على تقييمه للوضع الداخلي والخارجي لإيران.

اذن لأبد من الإقرار بأن الـ مقارنة بين الحالتين تتطلب فحصًا دقيقًا للسياق التاريخي والسياسي لكل منهما.

مثلا في عام 1988، عندما قبل الخميني قرار وقف الحرب مع العراق، قال إن “تجرع السم” كان ضروريًا لإنهاء النزاع بعد سنوات من الصراع الدموي الذي أرهق إيران. كان القرار مدفوعًا بالضغوط العسكرية والاقتصادية، خصوصًا مع تدهور الوضع على الجبهة والانتصارات الماحقة التي حققتها القوات العراقية

أما في ما يتعلق بالمرشد الأعلى الحالي، علي خامنئي، فإن الوضع مختلف. رغم أن إيران تحت ضغوط كبيرة من العقوبات الدولية والضغط السياسي، إلا أن خامنئي لم يظهر حتى الآن استعدادًا لقبول اقتراحات من إدارة ترامب، خاصة في ظل التصعيد الذي شهدته العلاقات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018.

المرشد خامنئي يتبع نهجًا مختلفًا في إدارة العلاقات مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة. ورغم وجود أزمات وصعوبات اقتصادية، لا يبدو أنه في وضع مشابه لما كان عليه الخميني في 1988 من حيث الحاجة الملحة إلى “تجرع السم” بشكل مباشر. السياسة الإيرانية حاليًا تظهر تمسكًا شديدًا بسيادة القرار وعدم الرغبة في تقديم تنازلات كبيرة، خاصة في ظل الظروف الراهنة.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى