علماء يحذرون: الصوت العالي خطر على الصحة ويسبب الوفاة

نحن محاطون بقاتل غير مرئي، شائع لدرجة أننا بالكاد نلاحظه وهو يقصر أعمارنا، حيث يتسبب في نوبات قلبية، ومرض السكري من النوع 2، والدراسات الآن تربطه حتى بالخرف.
ما هو ذلك العدو الخفي؟ الجواب هو الضجيج، وتأثيره في الجسم البشري يتجاوز ما نعتقد من مجرد تأثيره في السمع.
وشاركت شارلوت كلارك العالمة من جامعة سانت جورج لندن تحقيقها حول متى تصبح الأصوات العالية خطراً على الصحة.
ويتم اكتشاف الصوت بواسطة الأذن ويُرسل إلى الدماغ، حيث تقوم اللوزة الدماغية بتقييمه عاطفياً، وذلك هو جزء من استجابة القتال أو الهروب التي تطورت لمساعدتنا على التعامل بسرعة مع أصوات مثل اقتراب مفترس من الأدغال أو سيارة مسرعة.
بعدها يرتفع معدل ضربات قلبك، يبدأ جهازك العصبي في العمل، وتفرز هرمونات التوتر، بحسب البروفيسورة كلارك.
كل هذا جيد في حالات الطوارئ، لكن مع مرور الوقت، تظهر أضرار أكثر تعقيداً، لأنه إذا كنت معرضاً للضجيج والأصوات العالية، لعدة سنوات، فإن جسدك يتفاعل معها بشكل سلبي، ما يزيد من خطر إصابتك بالنوبات القلبية، وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني بحسب ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية.
والأسوأ من ذلك أن تلك الأضرار تصاحبنا حتى أثناء نومنا، وقد تعتقد أنك تتكيف مع الضجيج، لكن البيولوجيا تقول قصة مختلفة.
أنت لا تُطفئ أذنيك أبداً، حتى عندما تكون نائماً، تظل تلك الاستجابات مستمرة خلال نومك، مثل زيادة معدل ضربات القلب.
الصوت قاتل خفي
تعتبر الضوضاء، الصوت غير المرغوب فيه، ويمكن أن تكون مصادرها النقل مثل المرور، القطارات والطائرات، إضافة إلى أصوات الحفلات والاحتفالات.
في برشلونة، هناك حوالي 300 نوبة قلبية و3000 آلاف حالة وفاة سنوياً بسبب ضجيج المرور، وفقاً للباحثة ماريا فوراستر، التي راجعت الأدلة على الضجيج لمنظمة الصحة العالمية. كما يرتبط الضجيج عبر أوروبا، بحوالي 120 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً، إضافة إلى ملايين الحالات من اضطرابات النوم الشديدة، التي تؤثر في الصحة العقلية.
حلول الضجيج
التحديات لحل مشاكل الضجيج ليست سهلة أو مباشرة، خاصة في المدن الكبرى، ومع زيادة التقدم التكنولوجي، من المتوقع أن تزداد مستويات الضجيج، ما يخلق مشاكل صحية طويلة الأمد.
لكن هناك بعض الحلول الممكنة، مثل إنشاء «المناطق الهادئة» أو «الكتل الهادئة» في المدن، كما حدث في برشلونة، حيث يمكن أن تقلل من الضجيج بنسبة 5-10% وتمنع حوالي 150 حالة وفاة مبكرة سنوياً. لكن في النهاية، تبقى مشكلة الضجيج قضية معقدة تحتاج إلى تدخلات سياسية وتوعوية فعالة لضمان بيئة أكثر هدوءاً وصحة أفضل.