نزار العوصجي: ألفرصة تأتي مرة واحدة

منذ أليوم الأول لدخول ألرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ، لم نسمع منه شيئاً سوى الحديث عن طموحاته في النهوض بالأقتصاد الأمريكي و أنتشاله من حالة الأنهيار و ألتردي إلتي وصل اليها في عهد الرئيس السابق جو بايدن ، و ذلك من خلال ألحصول على أكبر قدر ممكن من الأستثمارات ، و إبرام ألتحالفات و تحقيق ألمكاسب ألمادية و ألمعنوية ، إلتي تصب في مصلحة أمريكا قبل غيرها وفق مبدء ( أمريكا اولاً ) ..
من ألمعلوم لدينا إن الرئيس الأمريكي ترامب محاط بعدد ليس بالقليل من ألمستشارين ألمتخصصين ، إلذين يقدمون له النصح و المشورة ، مما يمكنه من ألمضي قدماً في تحقيق مايطمح إليه بافضل النتائج و أقل الخسائر ، ذلك لكي يثبت لأعدائه ألديمقراطيين قبل مناصريه ألجمهوريين ، صواب نهجه و سلامة قراراته ..
كما إن من المعلوم لدى المطلعين ، إن هؤلاء ألمستشارين يتمتعون بقدر عالي من ألذكاء و المفهومية ، ألتي أهلتهم لتبوء المناصب المهمة ، ذلك ما يجعلهم بتماس يومي و مباشر على مدار الساعة مع الرئيس ، بل إنهم يشرفون على صياغة القرارات ألتي تصب في مجرى سياسته ، و من ثم عرضها عليه للتوقيع ..
هنالك مثل يقول : لكي تطاع ، أطلب ماهو مستطاع ، و لكوننا معنيين بما يدور على ألساحة السياسية ( عربياً ) ، فأننا نتوجه بالحديث الى الرئيس دونالد ترامب مباشرة إو عن طريق مستشاريه ، بلغة قد تبدوا غريبة بعض الشيئ ، الا أنها لغة عقلانية و متوازنة ، لذا دعونا ندخل في صلب الموضوع لأننا على يقين تام من أن الرئيس ترامب بطبيعته لا يحب القراءة كثيراً ، و خاصةً الرسائل و المقالات الطويلة ( الجلجلوتيات ) ، كما أن وقته الثمين لا يسمح له بذلك ، لذا نختصر عليه و عليكم الحديث و نتطرق ألى المفيد منه ، فنسأل عن شكل الأستثمار الذي تطمحون ألى الحصول عليه ، و الذي من شأنه توجيه موارد العالم المادية ، ليجعلها تصب في مصلحة أمريكا ؟
اضافةً ألى طبيعة التحالفات ألتي تسعون ألى عقدها و أبرامها مع دول العالم و على وجه الخصوص عالمنا العربي ، و مقدار ما فيها من توازن فعلي على أرض الواقع ؟
كذلك المقابل ألذي يمكن إن تقدموه لقاء المكاسب المادية الهائلة ألتي تطمحون لتحقيقها ، لكي تبوب على إنها مكاسب مشروعة ، بدلاً من إن تكون غير مشروعة ؟؟
كما قلنا قبل قليل ، دعونا ندخل في صلب الموضوع ، بما يخص الشأن العربي تحديداً كونه يعنينا ، ذلك لأننا جزءاً اساسياً منه ، لذا نعتبره الحلقة الأهم في هذه المرحلة ..
قبل إن نبدء الحديث نود إن نذكرك بدور الجالية العربية في أمريكا خلال الأنتخابات و أسهامها الفاعل في الفوز بالأنتخابات ..
لذا سنتحدث بشيئ من الشفافية و الصراحة ، لم يعهدها الرئيس ترامب لدى مستشاريه أو من هم حوله فنقول :
يمكنك الحصول على الأستثمارات ألتي تطمع إليها من الدول العربية ، و قد لمست هذا جيداً حين عرضت على المملكة العربية السعودية ، الأستثمار بمبلغ خمسمائة مليار دولار في مشاريع أمريكية ، و كان رد سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إيجابياً ، حيث أبدى أستعداد المملكة للأستثمار بمبلغ ستمائة مليار دولار بدل الخمسمائة ألتي طلبتها ، و هذا ما شجعك على رفع سقف الطلب ليصل إلى ترليون دولار ..
و في جانب أخر يمكنك أستعادة مبلغ سبعمائة مليار دولار من نظام الملالي في إيران الشر ، حصل عليها من أموال العراق عن طريق عملائه إلذين يتحكمون بالقرار العراقي ، منذ الأحتلال البغيض في 2003 و لغاية الأن ، بذلك يمكنكم أستثمارها أيضاً في مشاريع تعود بالنفع و ألفائدة عليكم و على العراق و شعبه ..
هذا غيض من فيض من الأستثمارات ألتي يمكنك الحصول عليها من باقي الأقطار العربية في زمن قياسي ..
إما بشأن التحالفات ألتي تسعى إلى عقدها مع دول العالم فهي ممكنة جداً ، إذا ما توفر فيها شيئ من التوازن العقلاني و الفعلي على أرض الواقع ، بمعنى أصح ، إن تكونوا حلفاء فاعلين و عمليين للأمة العربية في التصدي للمخطط الإيراني ، الرامي الى التوسع و ألتغلغل داخل الأرض العربية ..
كذلك الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني بوجه التوسع الصهيوني ، و هذا ما تنص عليه بنود التحالفات الدولية ..
أن المكاسب المادية التي تسعى إلى تحقيقها تبدوا صعبة المنال مالم تكن مقترنة بالفعل على أرض الواقع ، فلكل شيئ ثمن كما تعلم ( و أنت سيد العارفين ) ، لذا عليكم أظهار حسن النية من خلال الأيفاء بتعهداتكم و ألتزماتكم ، و أولى تلك الألتزامات يتمثل في تحجيم دور إيران في المنطقة ، و إنهاء دور الميليشيات المرتبطة بها ، المتمثلة بحزب اللات و فيلق غدر و عصائب أهل الباطل و جيش اعداء المهدي و سريا اللاسلام و غيرها من الميليشيات التي تبلغ 67 ميليشيا ، منتشرة في العراق و لبنان ، إلى جانب ميليشيا الحوثي في اليمن ..
و ثاني تلك الألتزامات وضع حد لمعاناة شعبنا العربي الفلسطيني ، من خلال اقرار حل الدولتين و تفعيله و انهاء انتهاك وجوده ، بدلاً من تبني قرار تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني ، في مسعى محموم للأستيلاء على قطاع غزة ..
أن السلام المنشود ألذي تنادون به يتحقق من خلال الحلول العقلانية و المنطقية ..
هذا إن كنتم حريصين فعلاً على إحلال السلام في المنطقة ..
نعم أن السلام الذي نرجوه يمكن إن يعود بالنفع عليكم قبل غيركم ..
خلاصة القول : الفرصة تأتي مرة واحدة و عليك استثمارها ، لتحقق مالم يسبقك اليه إحد ، و لن يحقق مستقبلاً مثيلها إحد ، هذا ان احسنت أستغلالها ..
نرجو إن تكون ألرسالة قد وصلت ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز