دوافع مجهولة وراء «أسوأ مجزرة» في تاريخ السويد
متابعات / سيف الجابري
لماذا أقدم رجل ثلاثيني على ارتكاب “أسوأ مجزرة” في تاريخ السويد قتل خلالها 10 أشخاص قبل أن ينتحر؟
سؤال بلا إجابة حتى الآن، فبعد خمسة أيام من المجزرة التي شهدتها منطقة أوريبرو بوسط السويد، أعلنت الشرطة اليوم الأحد أنها لا تزال تجهل دوافع القاتل.
وقال مسؤول الشرطة هنريك دالستروم في مؤتمر صحفي: “من خلال التحقيق لا يمكننا حتى الآن إثبات وجود دافع واضح (لدى القاتل)”، حسب “فرانس برس”.
وأضاف: “نعمل لمعرفة ما إذا كان هناك دافع وما يمكن أن يكون”.
موقع جهنمي
ووقع حادث إطلاق النار، الأسوأ في تاريخ البلاد، ظهر الثلاثاء في “كامبوس ريسبيرغسكا” وهو مركز لتعليم البالغين في أوريبرو على بعد 200 كيلومتر غرب ستوكهولم.
وقال دالستروم: “أنا مقتنع بأن عملنا أثر على مجرى الأحداث، وأوقف العنف القاتل”، واصفًا مكان الحادث بأنه “جهنمي”.
وأكدت الشرطة أن المهاجم كان طالبا في المؤسسة التعليمية.
وقتل المهاجم، الذي لم تنشر الشرطة اسمه، لكن الصحافة قالت إنّه يدعى ريكارد أندرسون (35 عاما)، سبع نساء وثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 28 و68 عاما، وجميعهم من سكان مقاطعة أوريبرو ويحملون جنسيات مختلفة.
وقالت السفارة السورية في ستوكهولم إنها قدمت “التعازي” لعائلتين سوريتين بدون مزيد من التفاصيل.
كما قُتلت مواطنة من البوسنة والهرسك وأصيب آخر من هذه الدولة البلقانية، وفقا لوزارة الخارجية البوسنية استنادا إلى معلومات قدمتها الأسرتان المقيمتان في أوريبرو.
وأفادت الشرطة بأنّ المسلّح كان مدجَّجًا بالسلاح، وقال متحدث باسمها إنّه تمّ العثور بجانب جثة المهاجم على ثلاث بنادق.
وقال المسؤول في الشرطة لارس ويرين إن عناصر الأمن الذين هرعوا إلى مكان المأساة عصر الثلاثاء تحدثوا عن “ما يمكن وصفه بالجحيم: قتلى وصراخ ودخان”.
وأوضح أنّ طلائع وحدات الشرطة وصلت إلى مكان إطلاق النار بعد خمس دقائق من تلقّيها أول إخطار بوقوع الهجوم وبعد خمس دقائق أخرى وصلت أولى وحدات التدخّل المتخصّصة.
مشاكل نفسية
وأضاف: “كان هناك قدر لا يصدق من الطلقات النارية في الداخل، حتى أنّه كان لديه بعض الذخيرة المتبقية التي لم يستخدمها”.
وبحسب الصحافة السويدية، فإنّ المهاجم كان يعيش منعزلًا ويعاني من مشاكل نفسية.
ونقلت صحيفتا “أفتونبلاديت” و “إكسبرسن” عن أقارب المهاجم أنّه أصبح عاطلًا عن العمل ومنعزلًا عن عائلته وأصدقائه.
وبحسب صحيفة “أفتونبلاديت” فقد أخفى المهاجم أسلحته في حقيبة غيتار وغيّر ملابسه في دورات المياه بالمركز التعليمي حيث ارتدى زيًا عسكريًا قبل أن يبدأ بإطلاق النار.
سوف تغادرون أوروبا
وسمع دوي طلقات نارية وسط صراخ شخص قائلا: “سوف تغادرون أوروبا!”.
وبحسب القناة فإنّ المركز التعليمي يقدّم دروسا في اللغة السويدية للمهاجرين.
وهذا الهجوم الذي وصفه رئيس الوزراء أولف كريسترسن بأنه “أسوأ عملية قتل جماعي” في تاريخ السويد، أثار صدمة في البلاد.
وزار الملك كارل السادس عشر غوستاف والملكة سيلفيا بالإضافة إلى رئيس الوزراء مدينة أوريبرو عصر الأربعاء ووضعوا إكليلًا من الزهور قرب موقع “المذبحة”.
وقال الملك إنه والملكة “مصدومان للغاية”، مضيفا: “السويد بأسرها في حالة حداد”.