د. محمد القيسي: المعارضون العراقيون وأوهام التغيير الامريكي
يركز غالبية المعارضين العراقيين في خطاباتهم التي يوجهونها للعالم على الفساد، وسوء نظام المحاصصة، ويدعون الأمريكان لتخليصهم منها ، ويقدمون انفسهم بديلاً لادارة الحكم في العراق .. الأمريكان ليسوا بحاجة لهذا، اذ يمكن حصر اهتمامهم في الشأن العراقي حاليا في ثلاث أمور هي :
اولاً – التخلص من الفصائل المسلحة الموالية لايران .
ثانياً – الاموال العراقية التي تغذي الاقتصاد الإيراني عبر الطرق الرسمية وفواتير الاستيراد الوهمية وتهريب العملة.
ثالثاً – إبقاء العراق دولة ضعيفة سيادتها خاضعة للسيطرة الامريكية ، وهذا هو حال العراق اليوم وهو المطلوب إستمراره ، أو ربما التعديل عليه ببعض الاجراءات لتجنب انفلاته من تحت أيديهم .
أما موضوع المحاصصة والفساد و”فلان” سرق و”عِّلان” فاسد والشعب مظلوم ويعاني، فذلك لا يهمهم اطلاقاً ، لذلك سيبقى تأثير المعارضة العراقية في خارج العراق محدوداً، ما لم تجد لنفسها طريقاً غير ذلك الخطاب واساليب عمل اكثر وعياً وتأثيراً ومجردة من الانانية و الاطماع الشخصية ومنهج الاحلال والاستبدال ( أي استبدال الموجودين في الحكم وحل محلهم ).
وأما في داخل العراق فعمل المعارضة اصبح هامشياً بعد العنف الذي تعرضت له تظاهرات تشرين واجهاضها بالقوة ، وهناك عدد من المعارضات المطلبية او التي تدور في فلك الانتخابات وتظن أن التغيير يمكن أن يتم من خلالها ، أذ أن طبيعة تركيبة النظام المحاصصاتي لا يمكن لأي أنتخابات أن تؤدي الى أي تغيير حقيقي لاوضاع العراق، وفي أحسن الاحوال حصول أصحابها على بعض المقاعد في البرلمان، وبالتالي أداء دور لا ينتج عنه شيء ذي اهمية لتغيير الاوضاع.
المصيبة ان بعض “قوى المعارضة” في خارج العراق ( تجمعات و أفراد ) تمارس أسلوب الكذب في خطابها، وتوحي للشارع العراقي بأنها تواصلت مع الادارة الامريكية واقنعتها بفكرة تغيير النظام الحالي في العراق بالقوة ، وتروّج الى أن هناك خططاً وسيناريوهات أمريكية من بين ما تتضمنه توجيه ضربات عسكرية واعتقالات وعقوبات وما الى أخره من حكايات وهمية، وبلغ بها الكذب انها صارت تحدد تواريخ تنفيذ تلك الاجراءات .
ربما لا تعلم هذه الجهات المعارضة التي تمارس أسلوب الكذب والفبركات، أن الغرب والامريكان يتابعون هذه التصرفات، ولذلك هم يستخفِّـون بـ”المعارضة العراقية” كاملة حتى الصادقة منها ، ويهملونها ولا يقيمون لها وزناً ..
إذا لم تستفق هذه القوى المعارضة ومن يمثلها، وتترك تلك الاساليب، فإنها تساهم في إلحاق الضرر بالشعب العراقي وبكل الحراك الوطني، وتساعد على استمرار النظام الفاسد الظالم القائم حالياً .
اكاديمي، وميتشار في هيئة تحرير يورو تايمز
إقرأ للكاتب ايضاً :
د. محمد القيسي: عقوبات ترامب الاقتصادية.. سلاح ذو حدين!
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل بالضرورة يورو تايمز