نزار العوصجي: “ماحكَّ ظهرك مثل ضفرك” .. أتحدوا كفانا فرقةً
بدءاً نقول ان هذه الرسالة موجهة الى كافة القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية البائسة التي جاء بها المحتل البغيض بعد 2003 دون أستثناء ، وأخص بذلك القوى والأشخاص المتزمتين الذين لم يدركوا بعد حقيقة ما وصلنا اليه ، لعلهم يتعظون ..
ان ما دفعنا الى الحديث بقسوة بعض الشيئ هو الموقف المبهم و الغامض و المؤسف لبعض القوى التي تدعي رافضها للعملية السياسية ..
هذا الموقف المؤلم الذي يظهر جلياً على الواجهة في هذه المرحلة الحساسة تحديداً ، اذ نرى ان البعض يحسبون انفسهم ذو قدرة ألهية خارقة ، لذا هم ليسوا بحاجة الى تظافر جهود الأخرين ، كما انهم محصنون من الخطأ فلا يجوز المساس بهم حتى و ان كانوا مخطئين ، مع علمنا ان ليس بيننا و بينهم من هو خارق و محصن لا يجوز انتقاده حين يخطئ ، كما يبدوا انهم متناسين ان لا افضلية لنا و لهم على اي من الوطنيين الشرفاء الذين لم يدخروا جهداً في التصدي للعملاء ، كلً حسب إمكانيته ..
لذا دعونا نتحدث بصراحة لم يعتاد عليها البعض ، فنقول :
ما بالكم .. نرى العيون قد أغمضت و الأبصار قد شاحت و الأذان قد صمت ، عن حقيقة ما وصل اليه العراق في وقتنا الراهن ، فلقد أصبح الكذب و تزييف الحقائق سمةً في هذا الزمن ، و بات التزيف مسخراً للتغطية على ما يجري في الكواليس المظلمة من تأمر على العراق و شعبه ، و ارتهان علني لنظام الولي السفيه في إيران الشر ، بالاعتماد على تشتيت الأنظار و ايهام العقول الضيقة و الصغيرة ، الغير مدركة لخطورة الوضع ..
لم يعد لديهم شيئ سوى التركيز على أستهداف الوطنيين الشرفاء الذين قدموا الغالي و النفيس في عملية التصدي للغزو الامبريالي البغيض ، و هم يدافعون عن القيم الوطنية و المبادئ التي تربوا عليها ، متحدثين باسمائهم الصريحة ، و بوجوه مكشوفة ، حين كان البعض من أدعياء الوطنية يدفنون رؤوسهم في الرمل كما النعامة ، ليظهروا اليوم بمظهر الفاتحين ، متجاوزين كل حدود اللياقة و الأدب ، في كيل الشتائم لرجال أمناء رفعوا راية النضال من إجل التحرير ، منذ اللحظة الاولى للاحتلال البغيض ..
ان المرحلة الراهنة تتطلب منا جميعاً ان نتكاتف و نتحد و ان نتجاوز كل الصغائر و المعوقات التي تعترض طريقنا ، و ان نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا ..
الأن و بعد ان أنتهت مراسيم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تولي مهام رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية ، و اتضاح معالم سياسته المستقبلية ، في أعطاء الأولوية لصالح أمريكا في كل شيئ (( أمريكا اولاً )) ، يتبادر الى ذهننا عدد من الأسئلة التي تحتاج الى أجابة جريئة و صريحة حول مستقبل العراق ، لذا نسأل لمجرد السؤال :
ماذا تنتظر القوى الوطنية الطامحة الى التغيير ، هل تنتظرون ان يأتي هذا الطرف او ذاك لكي يحرر العراق من سطوة ميليشيات إيران و من العملاء الذين عاثوا في الأرض فساداً و نهبوا الأخضر و اليابس على مدى 21 عام ، و جعلوا من العراق ضيعة تابعة لدولة المجوس ، و من شعبه عبيداً للولي السفيه ، دون ان يكون لكم دوراً اساسياً في عملية التغيير ؟؟
ماذا تتوقعون ان تجيش أمريكا ومعها الغرب الجيوش و تعبر البحور و المحطات لتخوض الحرب من جديد ، لأجل سواد عيونكم الحالمة و الهائمة بحب العراق ، و تطييباً لخواطركم المكسورة على ما اصاب شعبه ظلم و قهر خلال العقدين الماضية ، و أنتم غارقون في النوم دون ان تحركوا ساكناً ؟؟
ماهو دور القوى الوطنية في استعادة الحقوق السيادية للعراق ، و انتزاعها من سطوة اعدائه الذين يتربصون به شراً ، و تشكيل حكومة وطنية نزيهة قوية و مخلصة لا تخضع الا لله تعالى ، تمتلك قدرة الحفاظ على سيادة العراق ، ارضاً و سماء و مياه ، من اقصى شماله الى اخر شبر في جنوبه ؟؟
أفيدونا يرحمك الله ، فلقد بلغ السيل الزبى ، و طفح الكيل بما انتم فاعلون ..
لذا و حرصاً منا على تدارك الأمور نقترح تشكيل لجنة مصغرة تتولى مهام توجيه رسائل بالأسماء الى كافة القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية ، (( على ان تتم الأجابة خلال فترة زمنية محددة لن تطول كثيراً )) ، فمن كان مستعداً لتوحيد الجهود فليعلن ذلك على الملئ ، و من ليس له الرغبة في ذلك فليعلن مشكوراً إنسحابه بكرامة دون حرج ..
و ستنجلي حقيقة المواقف قريباً جداً بأذن الله ، و سيذكرها التأريخ دون تحريف او تزييف ..
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز