بعد اعادة انتخاب دونالد ترامب مجددًا وتوليه رئاسة الولايات المتحدة بعد العشرين من هذا الشهر(اذا لم تحدث مفاجئات تمنع انسيابية الاستلام)، علينا ان نقر ان ترامب سيواجه تحديات كبيرة تتعلق بالداخل الامريكي حيث تجري المحاولات لافشاله كما حدث في حرائق لوس انجلس على سبيل المثال لا الحصر والتي سبق لترامب ان حذر ولاية كالفورنيا وحاكمها من سوء تعاملهم مع ملف الحرائق في ادارته السابقة 2018 ومعروف ان ولاية كالفورنيا وحاكمها تؤيد الحزب الديمقراطي وهذا يعني ان ترامب سيوسع من عملية التركيز على الداخل الامريكي حيث تزداد الازمات فيه وسيحاول انهاء حرب اوكرانيا لصالح روسيا كما سيضغط كثيرا على حلفاء امريكا من الاوربين ماليا وسيحملهم اعباء حلف الناتو وغيره كما سيعمل على الحصول على مكاسب اقتصادية من الدول العربية وتحديدا من السعودية وبقية دول الخليج العربي ناهيك عن فرض ظروف محرجة لدفع بقية الانظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
بداية نؤكد ان امريكا احتلت العراق ولن تخرج منه سيما وانها سبق ان احتلت اليابان والمانيا وايطاليا وهاييتي وبنما ولم تغادر اي من هذه الدول مع ملاحظة فارق اسباب الاحتلال فتلك الدول خاضت حرب ضد اوربا بينما العراق تم الاعتداء عليه واحتلاله دون ان يعتدي على احد ؟!!!! وهنا لابد من التذكير ان الولايات المتحدة الامريكية هي المسؤولة اولا واخيرا عما حصل ويحصل في العراق والنظام المعوق هي من اسسته وهي من جلبت عملائها وذيول ملالي طهران ليتسيدوا على مقدراته وشعبه كما ان امريكا هي فرضت الدستور الهجين على الشعب العراقي ناهيك عن التزامها بحماية هذا النظام وشخوصه الذين وقعوا على اوراق بيضاء لصالح امريكا في العراق في الاتفاقية الاستراتيجية بين اوباما والمالكي وهي التي سمحت لملالي طهران بالتمدد مصلحيا وسياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا في العراق ووو.
من يعول على ترامب عليه ان يتذكر ان ترامب لم يفعل الكثير في ولايته السابقة من 2016 -2020 ومع ذلك هناك من يعتقد او يمني نفسه بأن الولاية الجديدة لترامب قد تكون اكثر ايجابية للمنطقة رغم اننا متأكدين ان الطرف الوحيد الذي سيحظى بالنتائج المثمرة هو الكيان الصهيوني؟!! فسيتم اطلاق سراح الاسرى الصهاينة بالقوة اذا فشلت المباحثات ؟!! كما سيتم في ادارته الثانية توسيع مساحة الاراضي التي تحتلها (اسرائيل) بضم اراضي غزة وجزء مهم من الضفة الغربية وقسم من جنوب لبنان وجنوب سوريا؟؟
اما مايخص العراق والنظام الذي أسسه الاحتلال الأمريكي بعد 2003فسيكون تعامله مع هذا النظام معتمدًا على عدة عوامل، تشمل الموقف الداخلي الأمريكي، والتوجهات السياسية العالمية، والوضع الأمني في العراق ،ومن المرجح أن يتبنى سياسة براغماتية أكثر واقعية ومصلحية امريكية تجاه العراق، مع تركيز كبير على تقليص الوجود العسكري الأمريكي وتبديل اساليب الهيمنة الى انماط مبتكرة ؟!!، والضغط على الحكومة العراقية لتكون أكثر استقلالية عن سيطرة إيران، وتحقيق المصالح الاقتصادية الأمريكية، خصوصًا في مجالات الطاقة. وربما سيركز ترامب على إضعاف النفوذ الإيراني في العراق وتعزيز العلاقات مع القوى المناهضة لهذا النفوذ، لكنه قد يبقي على حد معين من الوجود الأمريكي لضمان الاستقرار العسكري في العراق إذا اقتضت الحاجة.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز
